الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2333 وقالت عائشة : فابتنى أبو بكر مسجدا بفناء داره يصلي فيه ، ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه ، والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  ذكر هذا التعليق دليلا على جواز التصرف من صاحب الدار في فناء داره ، وهو أيضا يوضح الحكم الذي أبهمه في الترجمة ، ووصله في كتاب الصلاة في باب المسجد يكون في الطريق من غير ضرر للناس فيه ، عن يحيى بن بكير ، عن الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت الحديث ، وفيه : ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا [ ص: 13 ] بفناء داره ، فكان يصلي فيه ، ويقرأ القرآن ، فتقف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه ، وينظرون إليه... الحديث . وأخرجه أيضا في الهجرة بهذا الإسناد بعينه مطولا .

                                                                                                                                                                                  وفيه : ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره ، وكان يصلي فيه ، ويقرأ القرآن فتتقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم ، وهم يعجبون منه ، وينظرون إليه ، ويروى : فينقذف عليه ، ومر هذا أيضا في الكفالة في باب جوار أبي بكر رضي الله عنه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم . وفيه : فيتقصف عليه نساء المشركين ، ومعناه : يزدحمون عليه ، وأصله من القصف ، وهو الكسر ، والدفع الشديد لفرط الزحام ، وهذا كما رأيت هنا أربع روايات : الأولى : فتقف عليه نساء المشركين ، مر في باب المسجد على الطريق . والثانية هنا فيتقصف . والثالثة في الهجرة فيتقذف بالذال المعجمة بدل الصاد من القذف ، وهو الرمي بقوة ، والمعنى : يرمون أنفسهم عليه ويتزاحمون . والرابعة : فينقذف من القذف أيضا ، ولكن الفرق بينهما أن يتقذف على وزن يتفعل من باب التفعل ، وينقذف على وزن ينفعل من باب الانفعال . وقال ابن الأثير : وفي حديث الهجرة : فيتقذف عليه نساء المشركين ، وفي رواية : فينقذف ، والمعروف : فيتقصف . ( قلت ) : وقد قيل رواية أخرى وهي يتصفف من الصف ، أي : يصطفون عليه ، ويقفون صفا صفا . قوله : " يعجبون " جملة حالية ، وكذلك قوله : " والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة " .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية