الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2473 وقال سعيد عن قتادة عن أنس إن أكيدر دومة أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  سعيد هو ابن أبي عروبة ، روى عن قتادة إلى آخره .

                                                                                                                                                                                  وهذا تعليق وصله أحمد عن روح عن سعيد بن أبي عروبة به ، وقال فيه " جبة سندس أو ديباج " ; شك سعيد .

                                                                                                                                                                                  وأكيدر - بضم الهمزة - تصغير أكدر ، وهو ابن عبد الملك بن عبد الجن - بالجيم والنون - [ ص: 171 ] ابن أعبا بن الحارث بن معاوية ، ينسب إلى كندة ، وكان نصرانيا ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل إليه خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه في سرية فأسره وقتل أخاه حسان وقدم به إلى المدينة ، فصالحه النبي - صلى الله عليه وسلم - على الجزية وأطلقه . قال الكرماني : واختلفوا في إسلامه ; قال في الجامع : ذكر البلاذري أنه لما قدم على رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - أسلم وعاد إلى قومه ، فلما توفي رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - ارتد ، فلما سار خالد من العراق إلى الشام قتله ، وكان أكيدر ملك دومة - بضم الدال عند اللغوي وفتحها عند الحديثي ، والواو ساكنة - وهي مدينة بقرب تبوك بها نخل وزرع ، ولها حصن عادي على عشر مراحل من المدينة وثمان من دمشق ، ويسمى دومة الجندل ، والجندل الحجارة والدومة مستدار الشيء ومجتمعه ، كأنها سميت به لأن مكانها مجتمع الأحجار ومستدارها . وروى أبو يعلى بإسناد قوي من حديث قيس بن النعمان أنه لما قدم أخرج قباء من ديباج منسوجا بالذهب ، فرده النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، ثم إنه وجد في نفسه من رد هديته فرجع به ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ادفعه إلى عمر رضي الله تعالى عنه ... الحديث ، وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه عند مسلم أن أكيدر دومة أهدى للنبي - صلى الله عليه وسلم - ثوب حرير فأعطاه عليا ، فقال : شققه خمرا بين الفواطم . وقد ذكرنا الفواطم في الباب الذي قبل هذا الباب .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية