الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  وقال همام عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : يميط الأذى عن الطريق صدقة .

                                                                                                                                                                                  [ ص: 15 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 15 ] همام على وزن فعال بالتشديد ، هو ابن منبه أخو وهب بن منبه ، وهذا التعليق وصله البخاري في الجهاد في باب من أخذ بالركاب بلفظ : وتميط الأذى عن الطريق صدقة . قوله : " تميط " ، تقديره أن تميط ، وأن مصدرية ، أي : إماطتك الأذى عن الطريق صدقة ، كما تقدر كذا في قولهم : تسمع بالمعيدي خير من أن تراه ، أي : أن تسمع ، أي : سماعك ، وقيل : هذا من قول أبي هريرة . وقال ابن بطال : هذا القول ليس من أبي هريرة ; لأن الفضائل لا تدرك بالقياس ، وإنما تؤخذ توقيفا من النبي صلى الله عليه وسلم . قال : وقد أسند مالك معناه من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : بينما رجل يمشي إذ وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له . يأتي هذا الحديث عن قريب إن شاء الله تعالى . فإن قلت : كيف تكون إماطة الأذى عن الطريق صدقة ؟ ( قلت ) : معنى الصدقة إيصال النفع إلى المتصدق عليه ، والذي أماط الأذى عن الطريق قد تصدق عليه بالسلامة ، فكان له أجر الصدقة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية