الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2334 39 - حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن سمي مولى أبي بكر ، عن أبي صالح السمان ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بينا رجل بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا ، فنزل فيها فشرب ثم خرج ، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني ، فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى الكلب ، فشكر الله له فغفر له . قالوا : يا رسول الله ، وإن لنا في البهائم لأجرا ؟ فقال : في كل ذات كبد رطبة أجر .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إنه مشتمل على ذكر بئر في طريق ، ولم يحصل منها إلا منفعة لآدمي وحيوان ، وقد مر الحديث في كتاب الشرب في باب فضل سقي الماء ، فإنه أخرجه هناك بهذا الإسناد بعينه غير شيخه ، فإنه رواه هناك عن عبد الله بن يوسف ، عن مالك ، وهنا أخرجه عن عبد الله بن مسلمة القعنبي ، عن مالك ، ومر الكلام فيه مستوفى ، وقال المهلب : هذا يدل على أن حفر الآبار بحيث يجوز للحافر حفرها من أرض مباحة أو مملوكة له جائز ، ولم يمنع ذلك لما فيه من البركة ، وتلافي العطشان ، ولذلك لم يكن ضامنا ; لأنه قد يجوز مع الانتفاع بها أن يستضر بها بساقط بليل ، أو تقع فيها ماشية ، لكنه لما كان ذلك نادرا ، وكانت المنفعة أكثر فغلب عليه حال الانتفاع على حال الاستضرار ، فكان جبارا لا دية لمن هلك فيها .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية