الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  قال الفربري : وجدت بخط أبي جعفر ، قال أبو عبد الله : تفسيره أن ينزع منه يريد الإيمان .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  الفربري هو أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الراوي عن البخاري ، وأبو جعفر هو ابن أبي حاتم وراق البخاري ، وأبو عبد الله هو البخاري نفسه . قوله : " تفسيره " ، أي : تفسير قوله : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " . أن ينزع منه نور الإيمان ، والإيمان هو التصديق بالجنان والإقرار باللسان ، ونوره الأعمال الصالحة ، والاجتناب عن المعاصي ، فإذا زنى ، أو شرب الخمر ، أو سرق ، يذهب نوره ، ويبقى صاحبه في الظلمة والإشارة فيه إلى أنه لا يخرج عن الإيمان . قيل : إن في هذا الحديث تنبيها على جميع أنواع المعاصي والتحذير منها ، فنبه بالزنا على جميع الشهوات ، وبالخمر على جميع ما يصد عن الله تعالى ، ويوجب الغفلة عن حقوقه ، وبالسرقة على الرغبة في الدنيا ، والحرص على الحرام ، وبالنهبة على الاستخفاف بعباد الله تعالى ، وترك توقيرهم ، والحياء منهم ، وجمع الدنيا من غير وجهها ، والله تعالى أعلم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية