الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2345 قال أبو عبد الله : كان ابن أبي أويس يقول : الحمر الأنسية بنصب الألف ، والنون .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أبو عبد الله هو البخاري نفسه ، يحكي عن شيخه إسماعيل بن أبي أويس ، واسمه عبد الله الأصبحي المدني ابن أخت مالك بن أنس ، فإنه كان يقول : الحمر الأنسية نسبة إلى الأنس بالفتح ضد الوحشة . وقال ابن الأثير : والمشهور فيها كسر الهمزة ، منسوبة إلى الإنس ، وهم بنو آدم ، الواحد إنسي . وفي كتاب أبي موسى ما يدل على أن الهمزة مضمومة ; فإنه قال : هي التي تألف البيوت ، والإنس ضد الوحشة ، والمشهور في ضد الوحشة الأنس بالضم ، وقد جاء فيه بالكسر قليلا . قال : ورواه بعضهم بفتح الهمزة ، والنون وليس بشيء . قال ابن الأثير : إن أراد أن الفتح غير معروف في الرواية ، فيجوز وإن أراد أنه ليس بمعروف في اللغة فلا ، فإنه مصدر أنست به آنس ، أنسا وأنسة . وقال بعضهم : وتعبيره عن الهمزة بالألف . وعن الفتح بالنصب جائز عند المتقدمين ، وإن كان الاصطلاح أخيرا قد استقر على خلافه فلا تبادر إلى إنكاره ، انتهى . ( قلت ) : هذا ليس بمصطلح عند النحاة المتقدمين والمتأخرين ، إنهم يعبرون عن الهمزة بالألف ، وعن الفتح بالنصب ، فمن ادعى خلاف ذلك فعليه البيان ، فالهمزة ذات حركة ، والألف مادة هوائية فلا تقبل الحركة ، والفتح من ألقاب البناء ، والنصب من ألقاب الإعراب ، وهذا مما لا يخفى على أحد .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية