الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2347 52 - حدثنا إبراهيم بن المنذر ، قال : حدثنا أنس بن عياض ، عن عبيد الله ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه القاسم ، عن عائشة رضي الله عنها ، أنها كانت اتخذت على سهوة لها سترا فيه تماثيل ، فهتكه النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذت منه نمرقتين ، فكانتا في البيت يجلس عليهما .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : " فهتكه " ، أي : فهتك الستر ، أي : شقه ، وهذا يدخل في قوله : " فإن كسر صنما " ; لأن التماثيل التي هي الصور كانت تعبد ، كما كان الصنم يعبد .

                                                                                                                                                                                  وعبيد الله هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ، والقاسم هو محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه .

                                                                                                                                                                                  والحديث من أفراده ، ووجه إدخال هذا الحديث في المظالم هو أن هتك الستر الذي فيه التماثيل من إزالة الظلم ; لأن الظلم وضع الشيء في غير موضعه ، وكذلك اتخاذ التماثيل والصور وضع الشيء في غير موضعه ، فافهم .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر معناه ) . قوله : " سهوة " ، بفتح السين المهملة ، وسكون الهاء ، وهي الصفة التي تكون بين يدي البيوت ، وقيل : هي بيت صغير منحدر في الأرض ، وقيل : هي الرف ، أو الطاق الذي يوضع فيه الشيء ، وقيل : هي الطاق في وسط البيت ، وقيل : هي بيت صغير سمكه مرتفع عن الأرض يشبه الخزانة الصغيرة ، يكون فيه المتاع . قوله : " تماثيل " جمع تمثال ، وهو ما يصنع ويصور مشبها بخلق الله تعالى من ذوات الروح ، وفي ( المغرب ) الصورة عام ، ويشهد له ما ذكر في الأصل أنه صلى وعليه ثوب ، وفيه تماثيل كره له . قال : وإذا قطع رأسها فليست بتمثال ثم ذكر حديث الباب ، وقال : من ظن أن الصورة المنهي عنها ما له شخص دون ما كان منسوجا أو منقوشا في ثوب أو جدار ، فهذا الحديث يكذب ظنه ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " لا تدخل الملائكة بيتا فيه تماثيل أو تصاوير " . كأنه شك من الراوي ، وأما قولهم : " ويكره التصاوير والتماثيل " فالعطف للبيان . قوله : " فهتكه " ، أي : شقه . وقد ذكرناه ، وفي حواشي ( المغرب ) هتك الستر تخريقه . قوله : " نمرقتين " تثنية نمرقة ، بضم النون ، والراء ، وكسرها ، وضم النون ، وفتح الراء ، وهي وسادة صغيرة ، وقد تطلق على الطنفسة ، كذا فسره الكرماني ، وقوله : " فكانتا في البيت يجلس عليهما " ينافي ذلك تفسيره بالوسادة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية