الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2473 48 - حدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا يونس بن محمد قال : حدثنا شيبان ، عن قتادة قال : حدثنا أنس رضي الله عنه قال : أهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - جبة سندس ، وكان ينهى عن الحرير ، فعجب الناس منها ، فقال صلى الله عليه وسلم : والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ; لأن فيه قبول الهدية من المشرك ، لأن الذي أهداها هو أكيدر دومة على ما يجيء عن قريب .

                                                                                                                                                                                  وعبد الله بن محمد بن عبد الله أبو جعفر البخاري المعروف بالمسندي ، وهو من أفراده . ويونس بن محمد أبو محمد المؤدب البغدادي ، وشيبان - بفتح الشين المعجمة وسكون الياء آخر الحروف - ابن عبد الرحمن النحوي .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في صفة الجنة عن عبد الله بن محمد أيضا ، وأخرجه مسلم في الفضائل عن زهير بن حرب عن يونس بن محمد عنه به .

                                                                                                                                                                                  قوله ( أهدي ) على صيغة المجهول ، والمهدي هو أكيدر كما ذكرناه الآن .

                                                                                                                                                                                  قوله ( سندس ) ، قال ابن الأثير : السندس ما رق من الديباج ورفع . وقال الداودي : السندس رقيق الديباج ، والإستبرق غليظه . وقال ابن التين : الإستبرق أفضل من السندس لأنه غليظ الديباج ، وكل ما غلظ من الحرير كان أفضل من رقيقه .

                                                                                                                                                                                  قوله ( وكان ينهى عن الحرير ) جملة حالية .

                                                                                                                                                                                  قوله ( لمناديل سعد ) جمع منديل وهو الذي يحمل في اليد ، مشتق من الندل وهو النقل لأنه ينقل من يد إلى يد ، وقيل الندل الوسخ ، وفيه إشارة إلى منزلة سعد في الجنة وأن أدنى ثيابه فيها خير من هذه الجبة ; لأن المناديل في الثياب أدناها لأنه معد للوسخ والامتهان فغيره أفضل منه ، وقيل في قوله " لمناديل سعد " : ضرب المثال بالمناديل التي يمسح بها الأيدي وينفض بها الغبار ويتخذ لفافة لجيد الثياب ، فكانت كالخادم والثياب كالمخدوم ، فإذا كانت المناديل أفضل من هذه الثياب - أعني جبة السندس - دل على عطايا الرب جل جلاله ، قال : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين . فإن قلت : ما وجه تخصيص سعد به ؟ قلت : لعل منديله كان من جنس ذلك الثوب لونا ونحوه ، أو كان الوقت يقتضي استمالة سعد ، أو كان اللامسون المتعجبون من الأنصار فقال منديل سيدكم خير منها ، أو كان سعد يحب ذلك الجنس من الثياب ، وقال صاحب الاستيعاب : روي أن جبريل عليه الصلاة والسلام نزل في جنازته معتجرا بعمامة من إستبرق .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية