الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2547 4 - حدثنا محمد بن عبد الله قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، وإسحاق بن محمد الفروي قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة ، فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك فقال : " اذهبوا بنا نصلح بينهم "

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، ومحمد بن عبد الله هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب أبو عبد الله الذهلي النيسابوري ، روى عنه البخاري في قريب من ثلاثين موضعا ، ولم يقل حدثنا محمد بن يحيى الذهلي مصرحا ويقول : حدثنا محمد ولا يزيد عليه ، وربما يقول محمد بن عبد الله فينسبه إلى جده ، ويقول أيضا : محمد بن خالد وينسبه إلى جد أبيه ، والسبب في ذلك أن البخاري لما دخل نيسابور شغب عليه محمد بن يحيى الذهلي في مسألة خلق اللفظ ، وكان قد سمع منه فلم يترك الرواية عنه ولم يصرح باسمه ، مات بعد البخاري بيسير سنة سبع وخمسين ومائتين ، وأما عبد العزيز بن عبد الله الأويسي فهو أيضا من مشايخ البخاري ، وقد روى عنه بلا واسطة في الباب الذي قبله ، وروى هنا بواسطة محمد بن يحيى ، وهكذا وقع في رواية الأكثرين ، ووقع في رواية النسفي وأبي أحمد الجرجاني بإسقاطه ، وصار الحديث عندهما عن البخاري عن عبد العزيز ، وإسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة أبو يعقوب الفروي وهو أيضا من مشايخ البخاري ، روى عنه وعن محمد غير منسوب عنه وهو من أفراده ، وعبد العزيز وإسحاق كلاهما رويا عن محمد بن جعفر بن أبي كثير ، عن أبي حازم سلمة بن دينار ، عن سهل بن دينار ، عن سهل بن سعد الأنصاري ، وهذا الحديث طرف من حديث سهل بن سعد الذي مضى في أول كتاب الصلح .

                                                                                                                                                                                  قوله : ( نصلح ) يجوز بالجزم وبالرفع ، أما الجزم فلأنه جواب الأمر ، وأما الرفع فعلى تقدير نحن نصلح .

                                                                                                                                                                                  وفيه خروج الإمام مع أصحابه للإصلاح بين الناس عند تفاقم أمورهم وشدة تنازعهم ، وفيه ما كان صلى الله عليه وسلم من التواضع والخضوع والحرص على قطع الخلاف وحسم دواعي الفرقة عن أمته كما وصفه الله تعالى .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية