الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2554 وقال موسى بن مسعود قال : حدثنا سفيان بن سعيد ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : صالح النبي - صلى الله عليه وسلم - المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء : على أن من أتاه من المشركين رده إليهم ، ومن أتاهم من المسلمين لم يردوه ، وعلى أن يدخلها من قابل ويقيم بها ثلاثة أيام ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح السيف والقوس ونحوه ، فجاء أبو جندل يحجل في قيوده فرده إليهم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  موسى بن مسعود أبو حذيفة النهدي مر في باب العتق ، وسفيان هو الثوري ، وأبو إسحاق هو السبيعي وقد مر عن قريب ، وهذه الطريقة أخرجها البيهقي رضي الله تعالى عنه وغيره ، قوله : ( من قابل ) أي من عام قابل ، قوله : ( يحجل ) بفتح الياء وسكون الحاء المهملة وضم الجيم أي يمشي مشي الحجلة الطير المعروف ، وقيل أي يمشي مشية المقيد ، والأصل فيه أن يرفع رجلا ويقوم على أخرى ، وذلك أن المقيد لا يمكنه أن ينقل رجليه معا ، وقيل : هو أن يقارب خطوه وهو مشية المقيد ، وقيل : فلان يحجل في مشيته أي يتبختر ، وروي يجلجل في قيوده ، قوله : ( فرده إليهم ) يريد رده إلى أبيه سهيل بن عمرو .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية