الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4098 353 - حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا يحيى، حدثنا إسماعيل، حدثنا قيس قال: قال لي جرير رضي الله عنه: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ألا تريحني من ذي الخلصة، وكان بيتا في خثعم يسمى الكعبة اليمانية، فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، وكنت لا أثبت على الخيل، فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري، وقال: اللهم ثبته، واجعله هاديا مهديا، فانطلق إليها فكسرها وحرقها، ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول جرير: والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب، قال: فبارك في خيل أحمس ورجالها خمس مرات.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر في الحديث المذكور عن محمد بن المثنى عن يحيى بن سعيد القطان عن إسماعيل بن أبي خالد البجلي الكوفي عن قيس بن أبي حازم، والحديث مضى في الجهاد في باب البشارة في الفتوح بعين هذا الإسناد.

                                                                                                                                                                                  قوله: "في خثعم" بفتح الخاء المعجمة، وسكون الثاء المثلثة، وفتح العين المهملة قبيلة باليمن، وقال الرشاطي: هو أقبل بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن ملكان بن زيد بن كهلان، وقال ابن الكلبي عن أبيه: إنما سمي أقبل بخثعم بجمل له يقال له خثعم.

                                                                                                                                                                                  قوله: (جمل أجرب) بالجيم، والباء الموحدة، وهو كناية عن إزالة بهجتها، وإذهاب زينتها، وقال الخطابي: المراد أنها صارت مثل الجمل المطلي بالقطران من جربه، يعني صارت سوداء لما وقع فيها من التحريق، وروي عن مسدد "أجوف" بالواو والفاء بدل "أجرب" فإن صحت الرواية فمعناه صارت خالية لا شيء فيها.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية