الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4112 [ ص: 21 ] 367 - حدثنا يحيى بن سليمان، حدثني ابن وهب، أخبرني عمرو، وقال بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن بكير أن كريبا مولى ابن عباس حدثه أن ابن عباس، وعبد الرحمن بن أزهر، والمسور بن مخرمة أرسلوا إلى عائشة رضي الله عنها فقالوا: اقرأ عليها السلام منا جميعا، وسلها عن الركعتين بعد العصر، وإنا أخبرنا أنك تصليهما، وقد بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنها، قال ابن عباس: وكنت أضرب مع عمر الناس عنهما. قال كريب: فدخلت عليها، وبلغتها ما أرسلوني، فقالت: سل أم سلمة، فأخبرتهم فردوني إلى أم سلمة بمثل ما أرسلوني إلى عائشة، فقالت أم سلمة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عنهما، وإنه صلى العصر ثم دخل علي، وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار فصلاهما، فأرسلت إليه الخادم فقلت: قومي إلى جنبه فقولي: تقول أم سلمة: يا رسول الله، ألم أسمعك تنهى عن هاتين الركعتين فأراك تصليهما، فإن أشار بيده فاستأخري، ففعلت الجارية، فأشار بيده فاستأخرت عنه، فلما انصرف قال: يا بنت أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر، إنه أتاني أناس من عبد القيس بالإسلام من قومهم فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: "أتاني أناس من عبد القيس" ويحيى بن سليمان أبو سعيد الجعفي الكوفي سكن مصر يروي عن عبد الله بن وهب المصري عن عمرو بن الحارث.

                                                                                                                                                                                  وأخرج البخاري هذا الحديث في أواخر الصلاة في "باب إذا كلمه وهو يصلي" عن يحيى المذكور فقال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب المصري قال: أخبرني عمرو عن كريب "أن ابن عباس، والمسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن أزهر أرسلوه" الحديث، وهنا أخرجه بهذا الإسناد أيضا، وأخرجه أيضا معلقا بقوله، وقال بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن بكير عن كريب إلى آخره، ووصل الطحاوي هذا التعليق من طريق عبد الله بن صالح عن بكر بن مضر إلى آخره.

                                                                                                                                                                                  وبكر -بفتح الباء الموحدة- ابن مضر -بضم الميم- ابن محمد القرشي المصري، وبكير بن عبد الله بن الأشج المخزومي.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وإنا أخبرنا) بضم الهمزة، وسكون الخاء على صيغة المجهول.

                                                                                                                                                                                  قوله: (سل أم سلمة) بفتح اللام، واسمها هند بنت أبي أمية المخزومية.

                                                                                                                                                                                  قوله: (من بني حرام) بفتح الحاء المهملة، وهو ابن كعب بن غنم بن كعب بن مسلمة بن سعد بن ساردة بن تزيد -بالتاء المثناة من فوق- ابن جشم بن الخزرج، وبقية الكلام مرت في الباب المذكور.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية