الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4185 437 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني سليمان بن بلال، حدثنا هشام بن عروة، أخبرني أبي، عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسأل في مرضه الذي مات فيه يقول: أين أنا غدا؟ أين أنا غدا؟ يريد يوم عائشة، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها، قالت عائشة: فمات في اليوم الذي كان يدور علي فيه في بيتي، فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري، وخالط ريقه ريقي. ثم قالت: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر [ ص: 71 ] ومعه سواك يستن به، فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت له: أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن! فأعطانيه، فقضمته ثم مضغته، فأعطيته رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستن به وهو مستند إلى صدري.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وإسماعيل هو ابن أبي أويس المدني، وهذا طريق آخر بوجه آخر في حديث عائشة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فأذن" بتشديد النون بصيغة الجمع المؤنث من الماضي، وقوله: "أزواجه" فاعله، وهو من قبيل (أكلوني البراغيث).

                                                                                                                                                                                  قوله: "وخالط ريقه ريقي" أي بسبب السواك.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وهو مستند إلى صدري" وفي الرواية الماضية "وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم" وفي رواية ابن سعد من حديث جابر عن علي رضي الله تعالى عنه "قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنه لمستند إلى صدري" وعن الشعبي عن علي بن حسين "قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورأسه في حجر علي" وعن ابن عباس "والله لتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنه لمستند إلى صدر علي رضي الله تعالى عنه، وهو الذي غسله وأخي الفضل، وأبى أبي أن يحضر; فقال: إنه - صلى الله عليه وسلم - كان يستحي أن أراه حاسرا".

                                                                                                                                                                                  وفي الإكليل للحاكم بإسناده إلى علي رضي الله تعالى عنه قال: أسندت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى صدري فسالت نفسه. ومن حديث أم سلمة - رضي الله تعالى عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان علي آخرهم عهدا به; جعل يساره وفوه على فيه، ثم قبض" وعن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - لما حضره الموت: ادعوا لي حبيبي! فقلت: ادعوا علي بن أبي طالب، فوالله ما يريد غيره! فلما رآه نزع الثوب الذي كان عليه وأدخله فيه، ولم يزل يحضنه حتى قبض ويده عليه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية