الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4263 60 - حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة وسعيد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نحن أحق بالشك من إبراهيم، إذ قال رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وأحمد بن صالح أبو جعفر المصري يروي عن عبد الله بن وهب المصري، يروي عن يونس بن يزيد الأيلي عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة، والحديث مضى في كتاب الأنبياء في باب قوله عز وجل ونبئهم عن ضيف إبراهيم فإنه أخرجه هناك بالإسناد المذكور هنا، عن أحمد بن صالح إلى آخره، وفي آخره: ويرحم الله عز وجل لوطا إلى آخره، ومضى الكلام فيه هناك، وقال الكرماني هنا: كيف جاز الشك على إبراهيم عليه السلام، فأجاب بأن معناه لا شك عندنا، فبالطريق الأولى أن لا يكون الشك عنده، أو كان الشك في كيفية الإحياء لا في نفس الإحياء. انتهى.

                                                                                                                                                                                  قلت: التحقيق هنا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما شهد له بالشك، وإنما مدحه؛ لأن معناه: نحن أحق بالشك منه، والحال أنا ما شككنا، فكيف يشك هو؟! وإنما شك في أنه هل يجيبه إلى سؤاله أم لا؟ وبهذا يمكن [ ص: 129 ] أن يجاب عما سأله الكرماني: لم كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أحق وهو أفضل بل هو أحق بعدم الشك، وجوابه أنه قال ذلك تواضعا وهضما لنفسه بأنه لا يخلو عن نظير.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية