الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4184 436 - حدثني محمد بن عبيد، حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد قال: أخبرني ابن أبي مليكة أن أبا عمرو ذكوان مولى عائشة أخبره أن عائشة كانت تقول: إن من نعم الله علي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته; دخل علي عبد الرحمن وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فتناولته فاشتد عليه، وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلينته، وبين يديه ركوة أو علبة - يشك عمر - فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه يقول: لا إله إلا الله إن للموت سكرات - ثم نصب يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى، حتى قبض ومالت يده.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، ومحمد بن عبيد الله - بضم العين مصغر العبد - ابن ميمون وهو المشهور بمحمد بن عباد وقد مر في الصلاة، وعيسى بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني الكوفي، وعمر بن سعيد بن أبي حسين النوفلي القرشي المكي يروي عن عبد الله بن أبي مليكة، وذكوان - بفتح الذال المعجمة وسكون الكاف وبالواو والنون- دبرته عائشة، وكان من أفصح القراء، مات في زمن الحرة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "إن من نعم الله" بكسر النون وفتح العين جمع نعمة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "علي" بتشديد الياء.

                                                                                                                                                                                  قوله: "سحري" بفتح السين وسكون الحاء المهملتين، ويحكى ضم السين- الرئة - والنحر موضع القلادة من الصدر، وقال الداودي: السحر ما بين الثديين.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ركوة أو علبة" شك من الراوي، والعلبة بضم العين المهملة وسكون اللام وفتح الباء الموحدة: المحلب من الجلد.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يشك عمر" هو عمر بن سعيد الراوي.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فجعل يدخل" بضم الياء، من الإدخال.

                                                                                                                                                                                  قوله: "سكرات" جمع سكرة، وهي الشدة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية