الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4189 441 - حدثنا علي، حدثنا يحيى، وزاد: قالت عائشة: لددناه في مرضه فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني، فقلنا كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: ألم أنهكم أن تلدوني؟! قلنا: كراهية المريض للدواء، فقال: لا يبقى أحد في البيت إلا لد وأنا أنظر، إلا العباس فإنه لم يشهدكم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: "في مرضه" وعلي هو ابن المديني، ويحيى هو ابن سعيد القطان.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وزاد" أي وزاد يحيى أشار بهذا إلى أن علي بن المديني وافق عبد الله بن أبي شيبة في روايته عن يحيى بن سعيد الحديث الذي قبله، وزاد عليه قصة اللد.

                                                                                                                                                                                  قوله: "لددناه" أي جعلنا في جانب فمه دواء بغير اختياره، فهذا هو اللد، والذي يصب في الحلق يسمى الوجور، والذي يصب في الأنف يسمى السعوط.

                                                                                                                                                                                  قوله: "كراهية المريض" قال عياض: ضبطناه بالرفع، أي: هذا منه كراهية المريض، وقال أبو البقاء: هو خبر مبتدأ محذوف، أي: هذا الامتناع "كراهية" قلت: ليس فيه زيادة فائدة؛ لأن ما قاله مثل ما قاله عياض، ويجوز النصب على أنه مفعول له، أي: لأجل كراهية المريض، ويجوز انتصابه على المصدرية، أي كرهه كراهية المريض الدواء.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وأنا أنظر" جملة حالية، أي: لا يبقى أحد إلا لد في حضوري وحال نظري إليهم؛ قصاصا لفعلهم وعقوبة لهم؛ لتركهم امتثال نهيه عن ذلك، أما من باشره فظاهر، وأما من لم يباشره فلكونهم تركوا نهيهم عما نهاهم هو عنه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فإنه لم يشهدكم" أي لم يحضركم حالة اللد، وميمونة أم المؤمنين كانت معهم فلدت أيضا، وإنها لصائمة لقسم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  قيل: قال ابن إسحاق في المغازي: إن العباس هو الآمر باللد، وقال: والله لألدنه، ولما أفاق قال: من صنع هذا بي؟ قالوا: يا رسول الله، عمك، وأجيب بأنه يمكن التلفيق بينهما بأن يقال: لا منافاة بين الأمر وعدم الحضور وقت اللد.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية