الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4264 61 - حدثنا إبراهيم، أخبرنا هشام عن ابن جريج سمعت عبد الله بن أبي مليكة يحدث عن ابن عباس قال: وسمعت أخاه أبا بكر بن أبي مليكة يحدث عن عبيد بن عمير قال: قال عمر رضي الله عنه يوما لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: فيم ترون هذه الآية نزلت أيود أحدكم أن تكون له جنة ؟ قالوا: الله أعلم. فغضب عمر فقال: قولوا نعلم أو لا نعلم. فقال ابن عباس: في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين. قال عمر: يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك. قال ابن عباس: ضربت مثلا لعمل. قال عمر: أي عمل؟ قال ابن عباس: لعمل. قال عمر: لرجل غني يعمل بطاعة الله عز وجل ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وإبراهيم هو ابن موسى الفراء، وهشام هو ابن يوسف الصنعاني، وابن جريج هو عبد العزيز بن عبد الملك بن جريج، وأبو بكر بن أبي مليكة لا يعرف اسمه قاله بعضهم، وقال الكرماني وأخوه عبد الله أيضا: يكنى بأبي بكر تارة، وتارة بأبي محمد، وعبيد بن عمير كلاهما مصغران أبو عاصم الليثي المكي، ولد في زمن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وسماعه من عمر صحيح.

                                                                                                                                                                                  قوله: وسمعت أخاه هو مقول ابن جريج، والحديث من أفراده.

                                                                                                                                                                                  قوله: فيم -بكسر الفاء وسكون الياء آخر الحروف- أي في أي شيء.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ترون" بضم أوله.

                                                                                                                                                                                  قوله: "شيء" أي من العلم به.

                                                                                                                                                                                  قوله: "مثلا" بفتحتين، قال أهل البلاغة: التشبيه التمثيلي متى فشى استعماله على سبيل الاستعارة يسمى مثلا.

                                                                                                                                                                                  قوله: "غني" اسم في مقابل الفقير، ويروى عني من العناية على لفظ المجهول.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أغرق" بالغين المعجمة، أي أضاع أعماله الصالحة بما ارتكب من المعاصي، قيل: فيه دليل للمعتزلة في مسألة إحباط الطاعة بالمعصية، ورد بأن الكفر محبط للأعمال، والإغراق لا يستلزم الإحباط




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية