الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
هذا الكلام كله كلام nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، رواه عبد بن حميد عن nindex.php?page=showalam&ids=15903روح عن شبل عن nindex.php?page=showalam&ids=16406ابن أبي نجيح عنه، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر عن علي بن المبارك عن زيد بن المبارك عن محمد بن ثور عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عنه.
أحدهما: ما إذا رد إلى المحكم، واعتبر به علم معناه.
والآخر: ما لا سبيل إلى الوقوف على حقيقته، وهو الذي يتبعه أهل الزيغ، فيبطلون تأويله، ولا يبلغون كنهه، فيرتابون فيه، فيفتنون به، وذلك كالإيمان بالقدر ونحوه.
ويقال: المحكم ما اتضحت دلالته، والمتشابه ما يحتاج إلى نظر وتخريج، وقيل: المحكم ما لم ينسخ، والمتشابه ما نسخ، وقيل: المحكم آيات الحلال والحرام، والمتشابه آيات الصفات والقدر، وقيل: المحكم آيات الأحكام، والمتشابه الحروف المقطعة.
قوله: "وأخر" جمع أخرى، واختلف في عدم صرفها، فقيل: لأنها نعت كما لا تصرف "كتع وجمع" لأنهن نعوت، وقيل: لم تصرف لزيادة الياء في واحدتها وأن جمعها مبني على واحدها في ترك الصرف كحمراء وبيضاء في النكرة والمعرفة لزيادة المدة والهمزة فيهما.
قوله: وكقوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون إنما ذكر هذا تصديقا لما تتضمنه الآية التي قبلها؛ حيث يجعل الرجس على الذين لا يعقلون، وقيل: الرجس السخط، وقيل الإثم، وقيل العذاب، وقيل الفتن والنجاسة; أي: يحكم عليهم بأنهم أنجاس غير طاهرة، وقرأ nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش "الرجز" بالزاي، وبه فسر الرجس أيضا، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: الرجس الخذلان وهو العذاب، وهو شبيه قوله nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100على الذين لا يعقلون أي أمر الله ولا أمر رسوله; لأنهم مصرون على الكفر، وهذا أيضا راجع إلى معنى الذين يتبعون ما تشابه بما لا يطابق علم الراسخين.
قوله: وكقوله nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17والذين اهتدوا إلى آخره راجع في الحقيقة إلى معنى الذين صدرهم مجاهد في كلامه المذكور; لأن مراده من ذلك في نفس الأمر الراسخون في العلم وهم الذين اهتدوا وزادهم الله هدى، فافهم؛ فإني لم أر أحدا من الشراح أتى ساحل هذا فضلا أن يغوص فيه. والله أعلم.