الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4295 93 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا معن بن عيسى، حدثنا مالك، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب مولى عبد الله بن عباس، أن عبد الله بن عباس أخبره أنه بات عند ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي خالته قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف [ ص: 161 ] الليل أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح النوم عن وجهه بيديه، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي، فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني بيده يفتلها، فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا الحديث مثل الحديث الذي في الباب السابق، وشيخه فيهما واحد، وهو علي بن عبد الله المعروف بابن المديني، غير أن شيخه هناك عبد الرحمن بن مهدي عن مالك، وهنا عن معن بن عيسى بفتح الميم وسكون العين المهملة، وفي آخره نون ابن يحيى القزاز المديني، عن مالك، وفي ألفاظهما بعض اختلاف بالزيادة والنقصان يظهر بالتأمل والنظر.

                                                                                                                                                                                  قوله: "الخواتم" جمع خاتمة، وفي الحديث السابق ومعناهما في الحقيقة واحد.

                                                                                                                                                                                  قوله: "شن معلقة" وفي الحديث السابق "شنا معلقا" بالتذكير، فالتذكير بالنظر إلى اللفظ، والتأنيث بالنظر إلى معنى القربة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فوضع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني" ووقع في رواية الأصيلي "وأخذ بيدي اليمنى" وهو وهم، والصواب بأذني كما في سائر الروايات.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يفتلها" جملة حالية من الأحوال المقدرة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية