الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4297 95 - حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام، عن ابن جريج قال: أخبرني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا كانت له يتيمة فنكحها، وكان لها عذق، وكان يمسكها عليه، ولم يكن لها من نفسه شيء، فنزلت فيه وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى أحسبه قال: كانت شريكته في ذلك العذق وفي ماله

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وهشام هو ابن يوسف الصنعاني، يروي عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج عن هشام بن عروة، يروي عن أبيه عروة بن الزبير بن العوام، عن عائشة الصديقية.

                                                                                                                                                                                  ومن لطائف هذا الإسناد أن ابن جريج وقع بين هشامين، والحديث من أفراده.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أن رجلا كانت له يتيمة" أي كانت عنده، واللام تأتي بمعنى عند كقولهم: كتبته لخمس خلون، ثم إن رواية هشام عن أبيه عن عائشة هنا توهم أن هذه الآية نزلت في شخص معين، والمعروف عن هشام الرواية من غير تعيين، كما رواه الإسماعيلي من طريق حجاج، عن ابن جريج، أخبرني هشام عن عروة عن عائشة قالت وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى نزلت في الرجل يكون عنده اليتيمة، وهي ذات مال، فلعله ينكحها على مالها، وهو لا يعجبه شيء من أمورها، ثم يضربها ويسيء صحبتها، فوعظ في ذلك.

                                                                                                                                                                                  وروى الطبري من حديث عكرمة: كان الرجل من قريش تكون عنده النسوة، ويكون عنده الأيتام، فيذهب ماله فيميل على مال الأيتام، فنزلتوإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى

                                                                                                                                                                                  وروي من حديث ابن عباس قال: كان الرجل يتزوج بمال اليتيم ما شاء، فنهى الله عز وجل عن ذلك، وعن سعيد بن جبير قال: كان الناس على جاهليتهم إلا أن يؤمروا بشيء وينهوا عنه. قال: فذكروا اليتامى، فنزلت هذه الآية قال: فكما خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فكذلك خافوا أن لا تقسطوا في النساء.

                                                                                                                                                                                  قوله: "عذق" بفتح العين المهملة وسكون الذال المعجمة وفي آخره قاف، وهي النخلة، وبكسر العين الكياسة والقنو، وهو من النخل كالعنقود من العنب.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وكان يمسكها عليه" أي وكان الرجل يمسك تلك اليتيمة عليه، أي على العذق، أي لأجله، وكلمة على تأتي للتعليل كما في قوله ولتكبروا الله على ما هداكم أي لأجل هدايته إياكم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أحسبه قال" أي قال هشام: "قال بعضهم" هو شك من هشام بن يوسف. قلت: يحتمل أن يكون الشك من هشام بن عروة، أي: أظن عروة أنه قال قوله: "كانت شريكته" أي كانت تلك اليتيمة شريكة الرجل.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية