الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4309 107 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا محمد بن جعفر، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة قال: خاصم الزبير رجلا من الأنصار في شريج من الحرة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اسق يا زبير، ثم أرسل الماء إلى جارك، فقال الأنصاري: يا رسول الله أن كان ابن عمتك؟ فتلون وجهه، ثم قال: اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر، ثم أرسل الماء إلى جارك، واستوعى النبي - صلى الله عليه وسلم - للزبير حقه في صريح الحكم حين أحفظه الأنصاري، وكان أشار عليهما بأمر لهما فيه سعة. قال الزبير: فما أحسب هذه الآيات إلا نزلت في ذلك فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، والحديث قد مر في كتاب الشرب في ثلاثة أبواب متوالية، أولها: باب كري الأنهار، ومر الكلام فيه هناك مستوفى.

                                                                                                                                                                                  قوله: "في شريج" بفتح الشين المعجمة وكسر الراء وبالجيم وهو مسيل الماء.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أن كان ابن عمتك" بفتح الهمزة وكسرها، والجزاء محذوف، والتقدير: لأن كان ابن عمتك حكمت له، وكان الزبير رضي الله تعالى عنه ابن صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فتلون وجهه" أي تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلام الأنصاري.

                                                                                                                                                                                  قوله: "إلى الجدر" بفتح الجيم، وهو أصل الحائط.

                                                                                                                                                                                  قوله: "واستوعى" أي استوعب واستوفى، وهذا الكلام للزهري، ذكره إدراجا.

                                                                                                                                                                                  قوله: "حين أحفظه" أي حين أغضبه، وهو بالحاء المهملة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وكان أشار عليهما" أي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أشار على الزبير والأنصاري في أول الأمر بأمر لهما فيه سعة، أي توسع على سبيل المصالحة، فلما لم يقبل الأنصاري الصلح حكم للزبير بما هو حقه فيه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية