الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4320 118 - حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا حيوة وغيره قالا: حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو الأسود قال: قطع على أهل المدينة بعث، فاكتتبت فيه، فلقيت عكرمة مولى ابن عباس، فأخبرته، فنهاني عن ذلك أشد النهي، ثم قال: أخبرني ابن عباس أن ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي السهم فيرمى به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب فيقتل، فأنزل الله: إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم الآية

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وعبد الله بن يزيد -من الزيادة- المقرئ -من الإقراء- وحيوة -بفتح الحاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف- ابن شريح بضم الشين المعجمة وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف وبحاء مهملة، يكنى بأبي زرعة التجيبي، بضم التاء المثناة من فوق وكسر الجيم وسكون الياء آخر الحروف، وبالباء الموحدة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وغيره" أي حدثني غير حيوة وهو عبد الله بن لهيعة المصري، وأبو الأسود -ضد الأبيض- الأسدي المدني.

                                                                                                                                                                                  والحديث رواه البخاري أيضا في الفتن عن عبد الله بن يزيد المذكور، وأخرجه النسائي في التفسير عن زكريا بن يحيى، عن إسحاق بن إبراهيم، عن المقرئ، عن حيوة به، ورواية ابن لهيعة أخرجها الطبراني وابن أبي حاتم، رواه عن يونس بن عبد الأعلى أن عبد الله بن وهب أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود فذكره.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قطع" على صيغة المجهول.

                                                                                                                                                                                  قوله: "بعث" بفتح الباء الموحدة وسكون العين المهملة وبالثاء المثلثة وهو الجيش، والمعنى أنهم ألزموا بإخراج جيش لقتال أهل الشام، وكان ذلك في خلافة عبد الله بن الزبير على مكة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فاكتتبت" على صيغة المجهول من الاكتتاب وهو من باب الافتعال.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أن ناسا من المسلمين" وهم الذين ذكرناهم عن مقاتل عن قريب.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يكثرون" من التكثير.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فيصيب" عطف على قوله: "يأتي السهم" وكان غرض عكرمة من نهيه أبا الأسود أن الله تعالى ذمهم بتكثير سوادهم مع أنهم كانوا لا يريدون بقلوبهم موافقتهم، فكذلك أنت؛ لأنك تكثر سواد هذا الجيش المأمور بذهابهم لقتال أهل الشام ولا تريد موافقتهم؛ لأنهم لا يقاتلون في سبيل الله.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فأنزل الله تعالى" هكذا جاء هنا في سبب نزول هذه الآية، وقد ذكرنا عن قريب وجوها أخرى في ذلك مع تفسير الآية.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية