الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143جعله دكا " قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: ترابا، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري: ساخ الجبل في الأرض حتى وقع في البحر فهو يذهب معه، وعن أبي بكر الهذلي دكا انقعر، فدخل تحت الأرض فلا يظهر إلى يوم القيامة، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم بإسناده عن أبي مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لما تجلى الله للجبل طارت لعظمته ستة أجبل فوقعت ثلاثة بالمدينة وثلاثة بمكة، بالمدينة أحد وورقان ورضوى، وبمكة حراء وثبير وثور ".
قال ابن كثير : هذا حديث غريب بل منكر، وقال عطية العوفي: دكا صار رملا هائلا.
واختلف القراء في دكا، فقرأ أهل المدينة والبصرة بالقصر والتنوين، وهو اختيار أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=12074وأبي عبيد القاسم بن سلام، وقرأ أهل الكوفة بالمد أي: جعله مثل الأرض، وهي الناتئة لا تبلغ أن تكون جبلا.
قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=143تبت إليك " يعني عن سؤال الرؤية في الدنيا، وقيل: تبت إليك من الإقدام على المسألة قبل الإذن فيها، وقيل: من اعتقاد جواز الرؤية في الدنيا، وقيل: المراد بالتوبة هنا الرجوع إلى الله تعالى لا على ذنب سبق، وقيل: إنما قال ذلك على جهة التسبيح وهو عادة المؤمنين عند ظهور الآيات الدالة على عظم قدرته.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: وأنا أول المؤمنين أنه لا يراك أحد، وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=11873أبو العالية، وتعلقت نفاة رواة الرؤية بهذه الآية، فقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: لن لتأكيد النفي الذي تعطيه "لا" وذلك أن لا تنفي المستقبل تقول: لا أفعل غدا، فإن أكدت نفيها قلت: لن أفعل غدا، وقال ابن كثير: وقد أشكل حرف "لن" هاهنا على كثير; لأنها موضوعة للنفي للتأبيد، فاستدلت به المعتزلة على نفي الرؤية في الدنيا والآخرة.
وأجيب بأن الأحاديث قد تواترت عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بأن nindex.php?page=treesubj&link=28725المؤمنين يرون الله في الدار الآخرة، وقيل: إنها لنفي التأبيد في الدنيا جمعا بين هذه وبين الدليل القاطع على صحة الرؤية في الآخرة، وقيل: إن "لن" هنا لا توجب التأبيد لكن توجب التوقيت، كقوله عز وجل nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=95ولن يتمنوه أبدا يعني الموت، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16640علي بن مهدي: لو كان سؤال موسى عليه السلام مستحيلا لما أقدم عليه مع كمال معرفته بالله عز وجل، وقال المتكلمون من أهل السنة: لما علق الله الرؤية باستقرار الجبل دل على جواز الرؤية; لأن استقراره غير مستحيل، ألا ترى أن دخول الكفار الجنة لما كان مستحيلا علقه بشيء مستحيل فقال nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=40ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط أي: في خرق الإبرة.