الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4404 لا جرم بلى.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أشار به إلى قوله تعالى لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون وفسره بقوله: بلى، قال بعضهم: وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله لا جرم أن الله يعلم قال: أي بلى إن الله يعلم.

                                                                                                                                                                                  قلت: الذي ذكره البخاري في هذه السورة -أعني سورة هود- والذي نقله ليس هو في سورة هود، وإنما هو في سورة النحل، وكان المناسب أن يذكر ما في سورة هود؛ لأنه في صدد تفسير سورة هود، وإن كان المعنى في الموضعين سواء، واعلم أن الفراء قال: لا جرم كلمة كانت في الأصل بمنزلة لا بد ولا محالة فجرت على ذلك، وكثرت حتى تحولت إلى معنى القسم، وصارت بمنزلة حقا، فلذلك يجاب عنه باللام كما يجاب بها عن القسم، ألا تراهم يقولون: لا جرم لآتينك، ويقال: جرم فعل عند البصريين، واسم عند الكوفيين، فإذا كان اسما يكون بمعنى حقا، ومعنى الآية: حقا إنهم في الآخرة هم الأخسرون، وعلى قول البصريين لا رد لقول الكفار، وجرم معناه عندهم كسب، أي كسب كفرهم الخسارة في الآخرة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية