الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6437 20 - حدثنا عبد القدوس بن محمد، حدثني عمرو بن عاصم الكلابي، حدثنا همام بن يحيى، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءه رجل فقال: يا رسول الله، إني أصبت حدا، فأقمه علي، قال: ولم يسأله عنه، قال: وحضرت الصلاة، فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة، قام إليه الرجل فقال: يا رسول الله، إني أصبت حدا، فأقم في كتاب الله، قال: أليس قد صليت معنا ؟ قال: نعم، قال: فإن الله قد غفر لك ذنبك أو حدك.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة من حيث إنه يوضحها، ويبين الحكم فيها .

                                                                                                                                                                                  وعبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحبحاب (بمهملتين وبموحدتين) البصري العطار ، وهو من أفراده، وما له في البخاري إلا هذا الحديث الواحد، وقد طعن فيه الحافظ أبو بكر أحمد بن هارون البرذنجي ، فقال: هذا عندي حديث منكر، وهم فيه عمرو بن عاصم ، مع أن هماما كان يحيى بن سعيد لا يرضاه، وهو عندي صدوق يكتب حديثه، ولا يحتج به، وأبان العطار أمثل منه، وأجيب عنه بأنه لم يبين الوهم، وكونه منكرا -على طريقته في تسميته ما ينفرد به الراوي منكرا - إذا لم يكن فيه متابع .

                                                                                                                                                                                  والحديث صحيح أخرجه مسلم أيضا في التوبة عن حسن بن علي الحلواني ، عن عمرو بن عاصم .

                                                                                                                                                                                  قوله: "إني أصبت حدا" أي فعلت فعلا يوجب الحد .

                                                                                                                                                                                  قوله: "فأقمه علي" بتشديد الياء .

                                                                                                                                                                                  قوله: "ولم يسأله عنه" أي لم يستفسره.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم" أي فلما أدى، وقالها بعد الصلاة لا قبلها، لأن الصلاة مكفرة للخطايا إن الحسنات يذهبن السيئات

                                                                                                                                                                                  قوله: "أو حدك" شك من الراوي، أي أو ما يوجب حدك .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية