الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6513 ويذكر أن أم سلمة بعثت إلى معلم الكتاب: ابعث إلي غلمانا ينفشون صوفا ولا تبعث إلي حرا

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وأم سلمة : زوج النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، واسمها هند .

                                                                                                                                                                                  قوله: "معلم الكتاب" ، وفي رواية النسفي : معلم كتاب، وهو بضم الكاف وتشديد التاء، قال الجوهري: الكتاب الكتبة، والكتاب أيضا والمكتب واحد، والجمع الكتاتيب والمكاتب .

                                                                                                                                                                                  قوله: "ينفشون" بالفاء، من نفشت القطن أو الصوف أنفشه نفشا، وعهن منفوش .

                                                                                                                                                                                  قوله: "ولا تبعث إلي" بكسر الهمزة وتشديد الياء، كذا في رواية الجمهور، وذكره ابن بطال بلفظ (إلا) التي هي حرف الاستثناء، وشرحه على ذلك، وهذا عكس معنى رواية الجمهور، واشتراط أم سلمة أن لا يرسل إليها حرا، لأن الجمهور قائلون بأن من استعان صبيا حرا لم يبلغ أو عبدا بغير إذن مولاه فهلكا في ذلك العمل، فهو ضامن لقيمة العبد ، ولدية الصبي الحر على عاقلته، وقال الداودي : يحتمل فعل أم سلمة لأنها أمهم، وقال الكرماني : ولعل غرضها من منع الحر إكرام الحر وإيصال العوض ; لأنه على تقدير هلاكه في ذلك العمل لا يضمنه بخلاف العبد، فإن الضمان عليها لو هلك به، وهذا التعليق رواه وكيع بن الجراح عن معمر عن سفيان ، عن ابن المنكدر عن أم سلمة ، وهو منقطع ؛ لأن محمد بن المنكدر لم يسمع من أم سلمة ; فلذلك ذكره البخاري بصيغة التمريض .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية