الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
6516 52 - حدثنا قيس بن حفص، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16496عبد الواحد، حدثنا الحسن، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو nindex.php?page=hadith&LINKID=656403عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: nindex.php?page=treesubj&link=23813_23814من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما
مطابقته للترجمة غير ظاهرة ; لأن الترجمة بالذمي، وهو كتابي عقد معه عقد الجزية، وأجاب الكرماني بأن المعاهد أيضا ذمي باعتبار أن له ذمة المسلمين وفي عهدهم، والذمي أعم من ذلك .
وقيس بن حفص: أبو محمد، الدارمي البصري ، وهو من أفراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، مات سنة تسع وعشرين ومائتين، nindex.php?page=showalam&ids=16496وعبد الواحد هو ابن زياد ، والحسن هو ابن عمرو الفقيمي ، بضم الفاء وفتح القاف .
والحديث مضى في الجزية عن قيس أيضا، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه في الديات عن nindex.php?page=showalam&ids=12137أبي كريب .
قوله: "معاهدا" ويروى: معاهدة، وهو الظاهر، لأن التأنيث باعتبار النفس، والأول باعتبار الشخص، ويجوز فتح الهاء وكسرها، والمراد به nindex.php?page=treesubj&link=23813_23814من له عهد بالمسلمين، سواء كان بعقد جزية أو هدنة من سلطان أو أمان من مسلم .
قوله: "لم يرح" بفتح الراء وكسرها، أي لم يجد رائحة الجنة ولم يشمها، وزعم nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد أنه يقال: يرح ويرح أي بالضم من أرحت، وعند nindex.php?page=showalam&ids=12002الهروي يروى بثلاثة أوجه: يرح يرح يرح، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14038الجوهري : راح الشيء يراحه ويريحه أي وجد ريحه، وقال الكرماني : المؤمن لا يخلد في النار، وأجاب بأنه لم يجد أول ما يجدها سائر المسلمين الذين لم يقترفوا الكبائر، وهو وعيد تغليظا، ويقال: ليس على الحتم والإلزام، وإنما هذا لمن أراد الله عز وجل إنفاذ الوعيد فيه .
قوله: "يوجد" على صيغة المجهول، ويروى: ليوجد باللام المفتوحة، والأول رواية nindex.php?page=showalam&ids=15086الكشميهني .
قوله: "أربعين عاما" كذا وقع في رواية الجميع، ووقع في رواية عمرو بن عبد الغفار عن الحسن بن عمرو : سبعين عاما، هذا في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي ، ومثله في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17000محمد بن عجلان عن أبيه عنه، ولفظه: nindex.php?page=hadith&LINKID=849681وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا ، وفي الأوسط nindex.php?page=showalam&ids=14687للطبراني من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=700455من مسيرة مائة عام .
[ ص: 73 ] nindex.php?page=showalam&ids=14687وللطبراني عن nindex.php?page=showalam&ids=130أبي بكرة : خمسمائة عام، وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=36لجابر ذكره صاحب الفردوس: nindex.php?page=hadith&LINKID=849683إن ريح الجنة يدرك من مسيرة ألف عام ، وهذا اختلاف شديد، وتكلم الشراح في هذا كلاما كثيرا غالبه بالتعسف، وقال شيخنا زين الدين في شرح nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : إن الجمع بين هذه الروايات باختلاف الأشخاص بتفاوت منازلهم ودرجاتهم، وقال الكرماني : يحتمل أن لا يكون العدد بخصوصه مقصودا، بل المقصود المبالغة والتكثير .