الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6543 3 - حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عباد عن إسماعيل سمعت قيسا سمعت سعيد بن زيد يقول: لقد رأيتني وإن عمر موثقي على الإسلام، ولو انقض أحد مما فعلتم بعثمان كان محقوقا أن ينقض.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه اختار القتل على الإتيان بما يرضي القتلة ، فاختياره على الكفر بالطريق الأولى.

                                                                                                                                                                                  وسعيد بن سليمان: الواسطي ، سكن بغداد ، يلقب بسعدويه، وعباد بفتح العين المهملة وتشديد الباء الموحدة: ابن العوام بتشديد الواو، الواسطي، وإسماعيل هو ابن أبي خالد ، وقيس هو ابن أبي حازم بالحاء المهملة وبالزاي، وسعيد بن زيد: ابن عمرو بن نفيل ، وهو ابن عم عمر بن الخطاب بن نفيل .

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في باب إسلام سعيد بن زيد ، فإنه أخرجه هناك عن قتيبة بن سعيد عن سفيان عن إسماعيل عن قيس قال: سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في مسجد الكوفة يقول: والله لقد رأيتني وإن عمر لموثقي على الإسلام قبل أن يسلم عمر ، ولو أن أحدا انقض للذي صنعتم بعثمان لكان محقوقا أن ينقض .

                                                                                                                                                                                  قوله: " لقد رأيتني " أي لقد رأيت نفسي، وهو من خصائص أفعال القلوب.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وإن عمر " أي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الواو فيه للحال.

                                                                                                                                                                                  قوله: " موثقي " اسم فاعل من الإيثاق، وهو الإحكام، وأراد به: يثبتني على الإسلام، وأصل هذا من الوثاق، وهو حبل أو قيد يشد به الأسير والدابة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ولو انقض " من الانقضاض بالقاف، وهو الانصداع والانشقاق، وفي الرواية المتقدمة: انفض بالفاء.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أحد" بضمتين، وهو الجبل المعروف بالمدينة .

                                                                                                                                                                                  قوله: " مما فعلتم " أي بسبب ما فعلتم بعثمان بن عفان من المخالفة له والخروج عن طاعته، وهو أمير المؤمنين ، ثم حصرهم إياه، ثم قتلهم له ظلما وعدوانا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " محقوقا " أي جديرا أن ينقض، أي ينشق وينصدع.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية