الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6568 16 - حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، حدثنا يحيى بن سعيد عن القاسم أن امرأة من ولد جعفر تخوفت أن يزوجها وليها وهي كارهة ، فأرسلت إلى شيخين من الأنصار: عبد الرحمن ومجمع ابني جارية قالا: فلا تخشين ; فإن خنساء بنت خذام أنكحها أبوها وهي كارهة ، فرد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. قال سفيان: وأما عبد الرحمن فسمعته يقول عن أبيه: إن خنساء.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وعلي بن عبد الله هو ابن المديني ، وسفيان هو ابن عيينة ، ويحيى بن سعيد : الأنصاري ، والقاسم هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في النكاح في باب إذا زوج ابنته وهي كارهة فنكاحها مردود.

                                                                                                                                                                                  قوله: " أن امرأة من ولد جعفر " وفي رواية ابن أبي عمر عن سفيان " أن امرأة من آل جعفر " أخرجه الإسماعيلي ، ولم يدر اسم المرأة ، وقال بعضهم: ويغلب على الظن أنه جعفر بن أبي طالب ، ثم قال: وتجاسر الكرماني فقال: المراد به جعفر الصادق بن محمد الباقر ، وكان القاسم بن محمد جد جعفر الصادق لأمه ، انتهى. ثم قال: وخفي عليه أن القصة المذكورة وقعت وجعفر الصادق صغير ; لأن مولده سنة ثمانين ، وكانت وفاة عبد الرحمن بن يزيد بن جارية في سنة ثلاث وتسعين من الهجرة ، وقد وقع في الحديث أنه أخبر المرأة بحديث خنساء بنت خذام ، فكيف تكون المرأة المذكورة في مثل تلك الحالة وأبوها ابن ثلاث عشرة سنة أو دونها ؟ انتهى. قلت: هو أيضا تجاسر حيث قال بغلبة الظن أنه جعفر بن أبي طالب ، والكرماني لم يقل هذا من عنده ، وإنما نقله عن أحد ، فلا ينسب إليه التجاسر ، ويمكن أن يكون جعفر غير ما قالا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وهي كارهة " الواو فيه للحال.

                                                                                                                                                                                  قوله: " عبد الرحمن " بالجر ، ومجمع على وزن اسم الفاعل من التجميع ، عطف عليه ، وهما ابنا يزيد بن جارية بالجيم ، وهنا قد نسبا إلى جدهما ، وتقدم في النكاح أنهما نسبا إلى أبيهما ، ولقد صحف من قال حارثة بالحاء المهملة والثاء المثلثة.

                                                                                                                                                                                  قوله: فلا تخشين " ، قال الكرماني : بلفظ الجمع خطاب للمرأة المتخوفة وأصحابها ، وقال ابن التين : صوابه بكسر الياء وتشديد النون ، ولو كان بلا نون التأكيد لحذفت النون في النهي على ما عرف.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فإن خنساء " بفتح الخاء المعجمة وسكون النون وبالسين المهملة وبالمد: بنت خذام بكسر الخاء المعجمة وبالذال المعجمة الخفيفة: ابن وديعة ، الأنصارية من الأوس ، وقال أبو عمر : اختلفت الأحاديث في حالها في ذلك الوقت ، فرواية مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عبد الرحمن ومجمع ابني يزيد بن جارية عن خنساء أنها كانت ثيبا ، ورواية ابن المبارك عن الثوري عن عبد الرحمن بن القاسم عن عبد الله بن يزيد بن وديعة عن خنساء بنت خذام أنها كانت يومئذ بكرا ، والصحيح نقل مالك إن شاء الله تعالى.

                                                                                                                                                                                  قوله: " قال سفيان " وأما عبد الرحمن يعني ابن القاسم بن محمد بن أبي بكر رضي الله تعالى عنه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فسمعته يقول عن أبيه عن خنساء " أراد أنه أرسله فلم يذكر فيه عبد الرحمن بن يزيد ولا أخاه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية