الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6636 57 - حدثنا علي بن مسلم، حدثنا عبد الصمد، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار مولى ابن عمر، عن أبيه، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أفرى الفرى أن يري عينيه ما لم تر.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وعلي بن مسلم الطوسي نزيل بغداد ، مات قبل البخاري بثلاث سنين، وعبد الصمد هو ابن عبد الوارث بن سعيد ، وقد أدركه البخاري بالسن، وعبد الرحمن بن دينار مختلف فيه، قال ابن المديني : صدوق، وقال يحيى بن معين : في حديثه عندي ضعف، ومع ذلك عمدة البخاري فيه على شيخه علي ، على أنه لم يخرج له البخاري شيئا إلا وله فيه متابع أو شاهد، والحديث من أفراده.

                                                                                                                                                                                  قوله: (من أفرى الفرى) بفتح الهمزة وسكون الفاء أفعل التفضيل، أي: أكذب الكذبات، والفرى بكسر الفاء والقصر جمع فرية، وهي الكذبة العظيمة التي يتعجب منها، ويروى: إن من أفرى الفرى.

                                                                                                                                                                                  قوله: (أن يري) بضم الياء وكسر الراء من الإراءة، وهو فعل وفاعل.

                                                                                                                                                                                  وقوله: (عينيه) بالنصب مفعوله الأول.

                                                                                                                                                                                  وقوله: (ما لم تر) مفعول ثان، أي: الذي لم تره، ويروى: ما لم يريا بالتثنية باعتبار رؤية عينيه مثنى.

                                                                                                                                                                                  وقال الكرماني : فإن قلت: هو لا يري عينيه، بل ينسب إليهما الرؤية. قلت: المقصود نسبته إليهما وإخباره عنهما بالرؤية.

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: الكذب في اليقظة أكثر ضررا لتعديه إلى غيره ولتضمنه المفاسد، فما وجه تعظيم الكاذب في رؤياه بذلك.

                                                                                                                                                                                  قلت: هو لأن الرؤيا جزء من النبوة، والكاذب فيها كاذب على الله ، وهو أعظم الفرى، وأولى بعظيم العقوبة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية