الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6690 51 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة قال: كنت جالسا مع أبي مسعود وأبي موسى وعمار، فقال أبو مسعود: ما من أصحابك أحد إلا لو شئت لقلت فيه، غيرك. وما رأيت منك شيئا منذ صحبت النبي -صلى الله عليه وسلم- أعيب عندي من استسراعك في هذا الأمر، قال عمار: يا أبا مسعود، وما رأيت منك ولا من صاحبك هذا شيئا منذ صحبتما النبي -صلى الله عليه وسلم- أعيب عندي من إبطائكما في هذا الأمر، فقال: أبو مسعود وكان موسرا: يا غلام، هات حلتين، فأعطى إحداهما أبا موسى، والأخرى عمارا، وقال: روحا فيه إلى الجمعة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  عبدان لقب عبد الله بن عثمان ، وأبو حمزة - بالحاء المهملة والزاي - محمد بن ميمون ، والأعمش سليمان ، وشقيق بن سلمة أبو وائل .

                                                                                                                                                                                  قوله: " لقلت فيه " أي لقدحت فيه بوجه من الوجوه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " أعيب " أفعل التفضيل من العيب. وفيه رد على النحاة حيث قالوا: أفعل التفضيل من الألوان والعيوب لا يستعمل من لفظه، قال الكرماني : الإبطاء فيه كيف يكون عيبا؟ قلت: لأنه تأخر عن مقتضى: فأصلحوا بين أخويكم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية