الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6731 14 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا أبو الأشهب، عن الحسن أن عبيد الله بن زياد عاد معقل بن يسار في مرضه الذي مات فيه، فقال له معقل: إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة، إلا لم يجد رائحة الجنة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة. وأبو نعيم الفضل بن دكين ، وأبو الأشهب جعفر بن حيان - بالحاء المهملة والياء آخر الحروف المشددة - العطاردي، والحسن هو البصري ، وعبيد الله بن زياد بن أبي سفيان الذي كان أمير البصرة في زمن معاوية ، وولده يزيد ، ومعقل - بفتح الميم وإسكان العين وكسر القاف - ابن يسار - ضد اليمين - المزني - بالزاي والنون - سكن البصرة ، وابتنى بها دارا، وإليه ينسب نهر معقل الذي بالبصرة ، شهد بيعة الحديبية ، وتوفي بالبصرة في آخر خلافة معاوية . وقيل: إنه توفي أيام يزيد بن معاوية .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في الإيمان، عن القاسم بن زكريا وعن يحيى بن يحيى .

                                                                                                                                                                                  قوله: " استرعاه " أي استحفظه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فلم يحطها " بفتح الياء وضم الحاء وسكون الطاء المهملتين، من الحياطة، وهي الحفظ والتعهد، أي: لم يحفظها، ولم يتعهد أمرها.

                                                                                                                                                                                  قوله: " بنصيحة " كذا في رواية المستملي ، وفي رواية غيره: بنصحه بضم النون وضم الصاد وبالضمير في آخره.

                                                                                                                                                                                  قوله: " إلا لم يجد رائحة الجنة " وفي رواية مسلم : إلا حرم الله عليه الجنة ، وفي رواية الطبراني من حديث عبد الله بن مغفل : وعرفها يوجد يوم القيامة من مسيرة سبعين عاما ، ويروى بدون لفظ إلا، وهو مشكل؛ لأن مفهوم الحديث أنه يجدها، وهو عكس المقصود. قال الكرماني : إن إلا مقدرة؛ أي: إلا لم يجد، أو الخبر محذوف أي ما من عبد كذا إلا حرم الله عليه الجنة.

                                                                                                                                                                                  وقوله: " لم يجد " استئناف كالمفسر له، أو " ما " ليست للنفي، وجاز زيادة: " من " للتأكيد عند بعض النحاة، والكلام عند وجود "إلا" ظاهر.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية