الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6750 33 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن علي بن حسين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتته صفية بنت حيي ، فلما رجعت انطلق معها، فمر به رجلان من الأنصار، فدعاهما، فقال: إنما هي صفية، قالا: سبحان الله! قال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  ذكر هذا الحديث بيانا لقوله في الأثر المذكور: " إنما هذه صفية ".

                                                                                                                                                                                  أخرجه عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب ، وهو الملقب بزين العابدين . وهذا مرسل؛ لأن علي بن حسين تابعي، ولأجل ذلك عقبه البخاري بقوله: رواه شعيب إلى آخره.

                                                                                                                                                                                  قوله: " أتته صفية " كانت أتته وهو معتكف في المسجد وزارته، فلما رجعت انطلق النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - معها.

                                                                                                                                                                                  فيه زيارة المرأة زوجها، وجواز حديث المعتكف مع امرأته وخروجه معها ليشيعها.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فدعاهما " أي: طلبهما، فقال: إنما هي صفية ؛ إنما قال ذلك لئلا يظنا ظنا فاسدا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " قالا: سبحان الله " تعجبا من قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن الشيطان يوسوس، فخفت أن يوقع في قلبكما شيئا من الظنون الفاسدة، فتأثمان به، فقلته دفعا لذلك. وقال الخطابي : وقد بلغني عن الشافعي أنه قال في معنى هذا الحديث: أشفق عليهما من الكفر لو ظنا به ظن التهمة، فبادر لإعلامهما دفعا لوسواس الشيطان. وقيل: قولهما: سبحان الله يبعده.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية