الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1203 وقال وكيع : قال سفيان : ناصيتها وقرنيها .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي قال وكيع بن جراح عن سفيان الثوري بهذا الإسناد : ناصيتها وقرنيها ، أي جانبي رأسها ، وهذا التعليق وصله الإسماعيلي ، عن محمد بن علويه ، حدثنا عمرو بن عبد الله ، حدثنا وكيع ، عن سفيان . ورواه أيضا عن حارث المحاربي عن سفيان ، ومن حديث عبد الله بن صالح ، حدثنا هارون بن عبد الله ، حدثنا قبيصة ، حدثنا سفيان ،عن هشام . ورواه الفريابي عن سفيان . ومعنى : ناصيتها وقرنيها : أنها جعلت ناصيتها ضفيرة وقرناها ضفيرتين ، ولا تنافي بين قولها : " قرنيها " هاهنا ، وفيما قبله : " ثلاثة قرون " ; لأن المراد بالقرنين جانبا الرأس ، كما ذكرنا ، وبالقرون الذوائب .

                                                                                                                                                                                  وقال الكرماني : وفيه استحباب تضفير الشعر ، خلافا للكوفيين . قلت : ليت شعري كيف ينقل هؤلاء مذاهب الناس على غير ما هي عليه ، والكوفيون ما أنكروا التضفير ، وإنما مذهبهم أن شعرها يجعل ضفيرتين على صدرها فوق الدرع ، وعند الشافعي ومن تبعه يجعل ثلاثة ضفائر خلف ظهرها ، وقال بعضهم والحنفية : ترسل شعر المرأة خلفها ، وعلى وجهها متفرقا . قلت : هذا أبعد من الصواب من ذاك ، ولم ينقل أحد منهم بهذا الوجه إلا ممن لا يقبل قوله ، وقد مضى الكلام فيه في باب: " ما يستحب أن يغسل وترا " .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية