الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1209 30 - حدثنا مسدد ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن عمرو وأيوب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رجل واقف مع النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة ، فوقع عن راحلته .قال أيوب : فوقصته ، وقال عمرو : فأقعصته ، فمات ، فقال : اغسلوه بماء وسدر ، وكفنوه في ثوبين ، ولا تحنطوه ، ولا تخمروا رأسه ، فإنه يبعث يوم القيامة .قال أيوب : يلبي ، وقال عمرو : ملبيا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " ولا تخمروا وجهه " ، وهذا طريق آخر لحديث ابن عباس عن مسدد إلى آخره ، وعمرو بفتح العين هو ابن دينار ، وحماد بن زيد يرويه عن عمرو ، وعن أيوب جميعا ، وكلاهما يرويان عن سعيد بن جبير قوله : " كان رجل واقف " بالرفع ; لأن كان تامة ، ويروى : " واقفا " بالنصب على أنها ناقصة . قوله: "قال أيوب فوقصته " ، أيقال أيوب السختياني في روايته : " فوقصته " بالقاف بعدها الصاد من الوقص ، وهو كسر العنق كما ذكرنا . قوله : " وقال عمرو " ، أي قال عمرو بن دينار في رواية : " فأقعصته " بالقاف بعدها العين ، ثم الصاد المهملتان من الإقعاص ، وهو إعجال الهلاك، كما قلنا : فيما مضى مستقصى . قوله: "قال أيوب " ، أيقال أيوب السختياني في روايته : " يلبي " بصيغة المضارع المبني للفاعل ، وقال عمرو بن دينار في روايته: " ملبيا " على صيغة اسم الفاعل المنصوب على الحال ، والفرق بينهما: " أن يلبي " يدل على تجدد التلبية مستمرا ، وملبيا يدل على ثبوتها .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية