الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن الله تعالى أخبر عن الصابرين الذين يقولون عند المصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون وأخبر [ ص: 100 ] أنهم هم الذين عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك وأخبر أنهم هم المهتدون وإنما استحقوا هذه الفضائل الجزيلة بصبرهم المبشر عليه بهذه البشارة وهو الصبر عند الصدمة الأولى ، وهو الصبر المحمود الذي يكون عند مفاجأة المصيبة ، فإنه إذا طالت الأيام عليها وقع السلو وصار الصبر حينئذ طبعا . قوله : ) نعم العدلان ( بكسر العين أي : المثلان وقال المهلب : العدلان الصلوات والرحمة والعلاوة وأولئك هم المهتدون وقيل : إنا لله وإنا إليه راجعون والعلاوة التي يثاب عليها . وقال ابن التين : قال أبو الحسن : العدل الواحد قول المصاب إنا لله وإنا إليه راجعون والعدل الثاني الصلوات التي هي عليهن من الله تعالى ، والعلاوة وأولئك هم المهتدون وهو ثناء من الله تعالى عليهم . وقال الداودي : إنما هو مثل ضربه للجزاء فالعدلان عدلا البعير أو الدابة والعلاوة الغرارة التي توضع في وسط العدلين مملوءة يقول : وكما حملت هذه الراحلة وسقاءها فإنها لم يبق موضع يحمل عليه ، فكذلك أعطي هذا الأجر وافرا . وعلى قول الداودي يكون العدلان والعلاوة أولئك عليهم صلوات إلى المهتدون وقال ابن قرقول : العدل هنا نصف الحمل على أحد شقي الدابة ، والحمل عدلان والعلاوة ما جعل بينهما ، وقيل : ما علق على البعير ضرب ذلك مثلا بقوله : صلوات من ربهم ورحمة قال فالصلوات عدل والرحمة عدل وأولئك هم المهتدون العلاوة وقال الفراء : العدل بالفتح ما عدل الشيء من غير جنسه ، وبالكسر المثل والعلاوة بالكسر ما علقت على البعير بعد تمام الوقر نحو السقاء وغيره . قوله : " نعم " كلمة مدح والعدلان فاعله " ونعم العلاوة " عطف عليه وقوله " الذين " هو المخصوص بالمدح . وقال الكرماني : والظاهر أن المراد بالعدلين القول وجزاؤه أي قوله : الكلمتين ونوع الثواب وهما متلازمان في أن العدل الأول مركب من كلمتين ، والثاني من النوعين من الثواب ، ومعنى الصلاة من الله المغفرة ، ثم هذا الأثر المعلق وصله الحاكم في مستدركه من طريق جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن سعيد بن المسيب ، عن عمر رضي الله تعالى عنه كما ساقه البخاري ، وزاد أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة نعم العدلان وأولئك هم المهتدون نعم العلاوة " وهكذا أخرجه البيهقي عن الحاكم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية