الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1287 108 حدثنا علي بن عبد الله قال : حدثنا سعيد بن عامر ، عن شعبة ، عن ابن أبي نجيح ، عن عطاء ، عن جابر رضي الله عنه قال : دفن مع أبي رجل ، فلم تطب نفسي حتى أخرجته ، فجعلته في قبر على حدة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة .

                                                                                                                                                                                  في قوله : ( حتى أخرجته ) إلى آخره ، وعلي بن عبد الله المعروف بابن المديني ، وسعيد بن عامر المعروف بالضبعي البصري ، مر في كسوف القمر ، وابن أبي نجيح هو عبد الله بن أبي نجيح ، وأبو نجيح بالنون اسمه يسار ، بفتح الياء آخر الحروف ، وبالسين المهملة ، وعطاء هو ابن أبي رباح .

                                                                                                                                                                                  قوله : ( عن ابن أبي نجيح عن عطاء ) كذا هو في رواية الأكثرين ، وحكى أبو علي الجياني أنه وقع عند أبي علي بن السكن : عن مجاهد بدل عطاء ، والذي رواه غيره هو الأصح ، وكذا أخرجه النسائي ، قال : أخبرنا العباس بن عبد العظيم العنبري ، عن سعيد بن عامر ، عن شعبة ، عن ابن أبي نجيح ، عن عطاء ، عن جابر قال : دفن مع أبي رجل في القبر ، فلم تطب نفسي حتى أخرجته ، ودفنته على حدة .

                                                                                                                                                                                  وكذا أخرجه الإسماعيلي وابن سعد وآخرون ، كلهم من طريق سعد بن عامر بالسند المذكور .

                                                                                                                                                                                  قوله : ( رجل ) هو عم جابر ، قوله : ( على حدة ) بكسر الحاء المهملة ، وتخفيف الدال المهملة المفتوحة نحو : ( العدة ) أصله : وحد ، حذفت الواو وعوض عنها التاء ، كما أن أصل عدة : وعد ، فأعل كذلك ، ومعناه على حياله منفردا .

                                                                                                                                                                                  ( ومما يستفاد من حديث جابر ) : الإرشاد إلى بر الأولاد بالآباء ، لا سيما بعد الموت ، ومنه : قوة إيمان عبد الله والد جابر ; لكونه استثنى النبي صلى الله عليه وسلم ممن هو أعز عليه بأنه أعز عليه منه .

                                                                                                                                                                                  وفيه : كرامته ; حيث وقع الأمر كما ظنه ، وفيه : كرامته أيضا ; حيث إن الأرض لم تأكل جسده مع لبسه فيها ، وفيه : فضيلة جابر ; حيث عمل بوصية والده فيما وصاه به إليه ، وفيه : جواز دفن الاثنين في قبر واحد ، وفيه : جواز نقل الميت من قبره إلى موضع آخر .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية