الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1334 154 - حدثنا حجاج قال : حدثنا حماد بن زيد قال : حدثنا أبو جمرة قال : سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول : قدم وفد عبد القيس على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : يا رسول الله ، إن هذا الحي من ربيعة قد حالت بيننا وبينك كفار مضر ، ولسنا نخلص إليك إلا في الشهر الحرام ، فمرنا بشيء نأخذه عنك وندعو إليه من وراءنا . قال : آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع ; الإيمان بالله ، وشهادة أن لا إله إلا الله - وعقد بيده هكذا - وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وأن تؤدوا خمس ما غنمتم ، وأنهاكم عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله " وإيتاء الزكاة " ، وقد تقدم هذا الحديث في كتاب الإيمان في باب أداء الخمس من الإيمان ، فإنه أخرجه هناك عن علي بن الجعد عن شعبة عن أبي جمرة عن ابن عباس وهاهنا عن حجاج بن المنهال السلمي الأنماطي البصري عن حماد بن زيد عن أبي جمرة - بفتح الجيم وسكون الميم وفتح الراء - الضبعي واسمه نصر بن عمران بن عاصم ، وقد مر الكلام فيه مستوفى هناك فلنذكر شيئا مختصرا ، فقوله ( إن هذا الحي ) ، ويروى " إنا هذا الحي " ، وانتصاب " هذا الحي " على الاختصاص ; أي أعني هذا الحي ، فعلى هذا الوجه يكون خبر " إن " قوله " من ربيعة " ، وجاء في رواية أخرى " إنا حي من ربيعة " ، والحي اسم لمنزل القبيلة ثم سميت القبيلة به لأن بعضهم يحيى ببعض .

                                                                                                                                                                                  قوله ( نخلص ) ; أي نصل ، والمراد من قولهم " شهر الحرام " جنس الأشهر الحرم وهي أربعة أشهر : ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجب .

                                                                                                                                                                                  قوله ( عن الدباء ) بضم الدال وتشديد الباء وبالمد ، وهو القرع اليابس أي الوعاء منه ، والحنتم بفتح الحاء المهملة وسكون النون وفتح التاء المثناة من فوق وفي آخره ميم وهي الجرار الخضر ، والنقير بفتح النون وكسر القاف وهو جذع ينقر وسطه .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية