الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1359 ( وقال أبو موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : هو أحد المتصدقين ) .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أبو موسى هو الأشعر ، واسمه عبد الله بن قيس ، وهذا التعليق قطعة من حديث ذكره موصولا يأتي بعد ستة أبواب في باب أجر الخادم إذا تصدق ، فإن المذكور فيه الخازن أحد المتصدقين ، والضمير أعني قوله " هو " يرجع إلى الخازن .

                                                                                                                                                                                  ( فإن قلت ) : الترجمة فيها لفظ الخادم ، والحديث فيه لفظ الخازن ، فلا مطابقة بينهما .

                                                                                                                                                                                  ( قلت ) : الخازن خادم للمالك في الخزن وإن لم يكن خادما حقيقة ، وقد قلنا : إن لفظ الخادم أعم ، قوله : " هو أحد المتصدقين " بلفظ التثنية ، كما يقال القلم أحد اللسانين مبالغة ، أي : الخادم والمتصدق بنفسه متصدقان ، لا ترجيح لأحدهما على الآخر في أصل الأجر ، قالوا : ولا يلزم منه أن يكون مقدار ثوابهما سواء ; لأن الأجر فضل من الله يؤتيه من يشاء ، ذكر القرطبي أنه لم يرو إلا بالتثنية ، ويصح أن يقال على الجمع ، ويكون معناه أنه متصدق من جملة المتصدقين ، وبنحوه ذكره ابن التين وغيره .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية