940 ص: وقد روي ذلك أيضا عمن بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما قد حدثنا سليمان بن شعيب ، قال: ثنا عبد الرحمن بن زياد ، قال: ثنا زهير بن معاوية ، عن عمران بن مسلم ، عن سويد بن غفلة قال: "قال عمر -رضي الله عنه-: صلوا هذه الصلاة - يعني المغرب - والفجاج مسفرة" .
[ ص: 212 ] وحدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال: ثنا وهب بن جرير ، قال: ثنا شعبة ، عن عمران ... بإسناده مثله.
وحدثنا محمد بن خزيمة ، قال: ثنا حجاج بن منهال ، قال: ثنا أبو عوانة ، عن عمران ... فذكر بإسناده مثله.
حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال: ثنا أبو عمر الحوضي ، قال: ثنا يزيد بن إبراهيم ، قال: ثنا محمد بن سيرين ، عن المهاجر : "أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كتب إلى أبي موسى أن صل المغرب حين تغرب الشمس" .
حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال: ثنا وهب ، قال: ثنا شعبة ، عن طارق بن عبد الرحمن ، عن سعيد بن المسيب : "أن عمر -رضي الله عنه- كتب إلى أهل الجابية أن صلوا المغرب قبل أن تبدو النجوم" .
حدثنا فهد ، قال: حدثنا عمر بن حفص ، قال: ثنا أبي، عن الأعمش ، قال: ثنا إبراهيم ، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: "صلى عبد الله بأصحابه صلاة المغرب فقام أصحابه يتراءون الشمس، فقال: ما تنظرون؟ فقالوا: ننظر أغابت الشمس، فقال عبد الله : هذا والله الذي لا إله إلا هو وقت هذه الصلاة، ثم قرأ عبد الله : أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وأشار بيده إلى المغرب فقال: هذا غسق الليل، وأشار بيده إلى المطلع فقال: هذا دلوك الشمس "قيل: حدثكم عمارة أيضا قال: نعم .
حدثنا روح بن الفرح ، قال: ثنا يوسف بن عدي ، قال: ثنا أبو الأحوص ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، قال: قال عبد الرحمن بن يزيد : "صلى ابن مسعود -رضي الله عنه- بأصحابه المغرب حين غربت الشمس، ثم قال: هذا - والله الذي لا إله إلا هو - وقت هذه الصلاة" .
[ ص: 213 ] حدثنا فهد ، قال: ثنا عمر بن حفص ، قال: ثنا أبي، عن الأعمش ، قال: حدثني عبد الله بن مرة ، عن مسروق ، عن عبد الله مثله.
حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال: ثنا الوهبي ، قال: ثنا المسعودي ، عن سلمة بن كهيل ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال حين غربت الشمس: "والذي لا إله إلا هو إن هذه الساعة لميقات هذه الصلاة، ثم قرأ عبد الله تصديق ذلك من كتاب الله - عز وجل -: أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل قال: ودلوكها حين تغيب، وغسق الليل: حين تظلم، والصلاة بينهما" .
حدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا خطاب بن عثمان ، قال: ثنا إسماعيل بن عياش ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن عبد الرحمن بن لبيبة ، قال: قال لي أبو هريرة -رضي الله عنه-: "متى غسق الليل؟ قلت: إذا غربت الشمس، قال: فأحدر المغرب في إثرها ثم أحدرها في إثرها" .
حدثنا سليمان بن شعيب الكيساني ، قال: ثنا أسد بن موسى ، قال: ثنا ابن أبي ذئب ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، قال: "رأيت عمر وعثمان -رضي الله عنهما- يصليان المغرب في رمضان إذا أبصر إلى الليل الأسود ، ثم يفطران بعد" .
قال أبو جعفر - رحمه الله -: فهؤلاء أصحاب النبي -عليه السلام- لم يختلفوا أن أول وقت المغرب حين تغرب الشمس، وهذا هو النظر أيضا؛ لأنا قد رأينا دخول النهار وقت لصلاة الصبح، فكذلك دخول الليل وقت لصلاة المغرب، وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد وعامة الفقهاء - رحمهم الله -.


