الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1180 ص: قال أبو جعفر - رحمه الله -: فذهب قوم إلى هذا، فقالوا: هكذا ينبغي للمصلي أن يقول إذا افتتح الصلاة، ولا يزيد على هذا شيئا غير التعوذ، إن كان إماما أو مصليا لنفسه.

                                                وممن قال ذلك: أبو حنيفة -رضي الله عنه-.

                                                التالي السابق


                                                ش: أراد بالقوم هؤلاء: إبراهيم النخعي والثوري وعلقمة والأسود وإسحاق بن راهويه وأحمد ؛ فإنهم قالوا: ينبغي للمصلي أن يقول إذا افتتح الصلاة: سبحانك اللهم ... إلى آخره، ولا يزيد عليه شيئا غير التعوذ، سواء كان إماما أو منفردا، وهو معنى قوله: "إن كان إماما أو مصليا لنفسه". وهذا يشعر بأنه إذا كان مأموما لا يقولها، وقال صاحب "البدائع": ثم يقول: سبحانك اللهم..." إلى آخره، سواء كان إماما أو مقتديا أو منفردا، هكذا ذكر في ظاهر الرواية.

                                                وقال ابن حزم في "المحلى": ولا يقولها المؤتم أي لا يقرأ المأموم: وجهت وجهي، وسبحانك اللهم ؛ لأن فيها أشياء من القرآن، وقد نهى -عليه السلام- أن يقرأ خلف الإمام إلا بأم القرآن فقط، فإن دعى بعد قراءة الإمام [في] حال سكتة الإمام بما روي عن النبي -عليه السلام- فحسن.

                                                قوله: (وممن قال ذلك) أي: قول ما قاله القوم المذكورون: الإمام أبو حنيفة -رضي الله عنه-.

                                                [ ص: 532 ] وهو قول محمد أيضا، ولم يذكره مع أبي حنيفة ولا مع أبي يوسف ، والمذكور في كتب أصحابنا: أن محمدا مع أبي حنيفة في هذه المسألة، وقالا: يستحب للمصلي أن يقول: سبحانك اللهم... إلى آخره، ولا يزيد عليه، سواء كان إماما أو منفردا، وما روي من الأدعية غير هذا فمحمول على الصلوات النافلة.

                                                وقال ابن قدامة : العمل بالأدعية الطويلة متروك؛ فإنا لا نعلم أحدا يستفتح بالأدعية الطويلة كلها، وإنما يستفتحون بسبحانك اللهم وبحمدك... إلى آخره، أو ب "وجهت وجهي"... إلى آخره، وروي عن الشافعي أنه يأتي بالأذكار التي رويت في هذا الباب ولا يتركها، ولا شيئا منها سواء كان في الفريضة أو في النافلة، والمنقول من المزني : أنه يقول: وجهت وجهي - إلى قوله - من المسلمين.




                                                الخدمات العلمية