952 ص: وقد روي عنه -عليه السلام- في ذلك أيضا ما هو أولى من هذا.
حدثنا علي بن معبد وأبو بشر الرقي ، قالا: ثنا حجاج بن محمد ، عن ابن جريج ، قال: أخبرني المغيرة بن حكيم ، عن أم كلثوم بنت أبي بكر ، أنهما أخبرته عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنهما قالت: "أعتم النبي -عليه السلام- ذات ليلة حتى ذهب عامة الليل وحتى نام أهل المسجد، ثم خرج فصلى، وقال: إنه لولا أن أشق على أمتي" .
ففي هذا أنه صلاها بعد مضي أكثر الليل، وأخبر أن ذلك وقت لها، فثبت بتصحيح هذه الآثار أن أول وقت العشاء الآخرة من حين يغيب الشفق إلى أن يمضي الليل كله، ولكنه على أوقات ثلاثة: فأما من حين يدخل وقتها إلى أن يمضي ثلث الليل فأفضل وقت صليت فيه، وأما من بعد ذلك إلى أن يتم نصف الليل دون ذلك، وأما بعد نصف الليل دون كل ما قبله.


