2026 2027 2028 ص: وخالفهم في ذلك آخرون، فقالوا: إن شاء خافت وإن شاء رفع. واحتجوا في ذلك بما حدثنا ابن أبي داود ، قال: حدثنا يوسف بن عدي، قال: ثنا ابن المبارك ، عن عمران بن زائدة بن نشيط ، عن أبيه ، عن أبي خالد الوالبي ، عن أبي هريرة قال: " كانت قراءة النبي - عليه السلام - بالليل يرفع طورا ويخفض طورا".
حدثنا ربيع المؤذن ، قال: ثنا أسد، قال: ثنا عيسى بن يونس ، عن عمران بن زائدة (ح).
وحدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا محمد بن عبيد الله بن نمير، قال: ثنا حفص بن غياث ، عن عمران ... ، فذكر بإسناده مثله.
حدثنا فهد ، قال: ثنا أبو نعيم ، عن عمران بن زائدة ، عن أبيه ، عن أبي خالد ، عن النبي - عليه السلام - مثله، ولم يذكر أبا هريرة.
[ ص: 432 ] فهذا أبو هريرة - رضي الله عنه - يخبر عن النبي - عليه السلام - أنه كان يرفع صوته في قراءته بالليل طورا ويخفض طورا، . فدل ذلك على أن للمصلي في الليل أن يرفع إن أحب ويخفض إن أحب، وقد يجوز أن يكون ما ذكرت أم هانئ ، وابن عباس - رضي الله عنه - من رفع رسول الله - عليه السلام - صوته بالقراءة في صلاته بالليل هو رفع قد كان يفعل بعقبه الخفض، فحديث ابن عباس ، وأم هانئ لا ينفي الخفض، وحديث أبي هريرة يبين أن للمصلي أن يخفض إن أحب ويرفع إن أحب، فهو أولى من هذه الأحاديث، وبه يقول أبو حنيفة ، وأبو يوسف ، ومحمد ، رحمهم الله.


