الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1944 1945 1946 ص: حدثنا ابن مرزوق ، قال: ثنا أبو الوليد ، عن زائدة ، عن زياد بن علاقة ، قال: سمعت المغيرة بن شعبة ، قال: " انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم، فقال - عليه السلام -: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى تنكشف".

                                                حدثنا سليمان بن شعيب ، قال: ثنا عبد الرحمن بن زياد (ح).

                                                [ ص: 343 ] وحدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو داود، قالا: ثنا زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق قال: " انكسفت الشمس، فصلى المغيرة بن شعبة بالناس ركعتين وأربع سجدات". .

                                                فدل ذلك أن ما كان علمه من صلاة النبي - عليه السلام - وحضره مثل ذلك.

                                                التالي السابق


                                                ش: هذه ثلاث طرق:

                                                أولها: مرفوع صحيح جدا، عن إبراهيم بن مرزوق ، عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك ، عن زائدة بن قدامة الثقفي أبي الصلت الكوفي روى له الجماعة، عن زياد بن علاقة بن مالك الثعلبي أبي مالك الكوفي روى له الجماعة.

                                                وأخرجه البخاري : ثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا هاشم بن القاسم، قال: ثنا شيبان أبو معاوية ، عن زياد بن علاقة ، عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: "كسفت الشمس على عهد رسول الله - عليه السلام - يوم مات إبراهيم، فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله - عليه السلام -: إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله".

                                                وأخرجه مسلم : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير، قالا: ثنا مصعب -وهو [ابن] المقدام- قال: نا زائدة، قال: ثنا زياد بن علاقة -وفي رواية أبي بكر قال: قال زياد بن علاقة-: سمعت المغيرة بن شعبة يقول: "انكسفت الشمس على عهد رسول الله - عليه السلام - يوم مات إبراهيم فقال رسول الله - عليه السلام - إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى تنكشف".

                                                [ ص: 344 ] الثاني: موقوف، عن سليمان بن شعيب الكيساني ، عن عبد الرحمن بن زياد الثقفي الرصاصي ، عن زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ... إلى آخره.

                                                وأخرج عبد الرزاق في "مصنفه" : عن إسماعيل بن عبد الله ، عن زكرياء بن أبي زائدة ، عن النبي - عليه السلام - قال: "كسفت الشمس والمغيرة بن شعبة على الكوفة، فقام فصل بالناس، فكنت حيث لا أسمع قراءته، فحزرت قدر سورة من المئين، ثم ركع، ثم رفع فقرأ، ثم ركع، وتجلت الشمس، فركع وسجد، ثم قام في الثانية فقرأ قراءة خفيفة، ثم ركع وسجد".

                                                الثالث: نحوه، عن أبي بكرة بكار القاضي ، عن أبي داود سليمان بن داود الطيالسي ، عن زهير بن معاوية ... إلى آخره.

                                                وأخرجه الطيالسي في "مسنده".

                                                قوله: "فدل ذلك ... " إلى آخره، إشارة إلى وجه استدلال الفرقة الخامسة بحديث المغيرة بن شعبة، بيانه: أنه روي عن النبي - عليه السلام - أنه أمر بصلاة الاستسقاء ثم إنه لما صلى صلاها ركعتين بركوعين وأربع سجدات، فدل ذلك أنه إنما صلاها هكذا; لأنه شاهد صلاته - عليه السلام - هكذا، إذ لو صلاها - عليه السلام – على غير هذا الوجه لما صلاها المغيرة بخلاف ذلك، فافهم.

                                                فإن قلت: حديث عبد الرزاق يدل على أن المغيرة قد صلى كل ركعة بركوعين.

                                                قلت: يحتمل أن يكون قد صلاها مرتين على الوجهين; إذ الروايات في هذا الباب مضطربة، ولكن وجه ترجيح ما ذكرنا سيأتي إن شاء الله تعالى.




                                                الخدمات العلمية