2040 2041 2042 2043 2044 ص: وقد روي عن النبي - عليه السلام - "أنه قرأ في ركعة من صلاة الصبح ببعض سورة".
حدثنا بذلك ابن مرزوق، قال: ثنا عثمان بن عمر ، قال: ثنا ابن جريج (ح).
وحدثنا يونس، قال: ثنا ابن وهب ، قال: أخبرني ابن جريج ، عن محمد بن عباد بن جعفر ، عن أبي سلمة بن سفيان ، عن عبد الله بن السائب ، قال: " حضرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غداة الفتح صلاة الصبح، فاستفتح بسورة المؤمن، فلما أتى على ذكر موسى وعيسى ، صلى الله عليهما أو موسى وهارون ، عليهما السلام أخذته سعلة فركع".
فإن قال قائل: إنما فعل ذلك للسعلة التي عرضت له.
قيل له: فإنه قد روي عنه أنه كان يقرأ في ركعتي الفجر بآيتين من القرآن، قد ذكرنا ذلك في باب "القراءة في ركعتي الفجر".
وقد حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا مؤمل ، قال: ثنا سليمان بن حيان أبو خالد الأحمر ، عن رجل، عن جسرة بنت دجاجة ، قالت: سمعت أبا ذر قال: " جعل رسول الله - عليه السلام - يقرأ آية من كتاب الله -عز وجل-، بها يركع، وبها يسجد، وبها يدعو". .
حدثنا عبد العزيز بن معاوية، قال: ثنا أبو الوليد ، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان ، عن قدامة بن عبد الله ، عن جسرة بنت دجاجة ، عن أبي ذر: " ، أن النبي - عليه السلام - قام بآية حتى أصبح إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم
[ ص: 448 ] حدثنا عبد الله بن محمد بن خشيش ، قال: ثنا أبو الوليد ، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان ، قال: حدثني قدامة بن عبد الله، قال: حدثتني جسرة بنت دجاجة ، أنها سمعت أبا ذر يحدث عن النبي - عليه السلام - مثله.
فهذا دليل على أنه لا بأس بقراءة بعض سورة في ركعة، وقد ثبت أنه لا بأس بقراءة السورة في الركعة; لما قد ذكرنا مما جاء في ذلك عن النبي - عليه السلام -، وقد جاء عن النبي - عليه السلام - أنه قال: "أفضل الصلاة طول القيام" وذلك أيضا ينفي ما ذكر أبو العالية; ، لأنه يوجب أن الأفضل من الصلوات ما أطيلت القراءة فيه، وذلك لا يكون إلا بالجمع بين السور الكثيرة في ركعة، وهذا كله قول أبي حنيفة ، وأبي يوسف ، ومحمد ، رحمهم الله.


