الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
3699 1974 - (3707) - (1\390) عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله، nindex.php?page=hadith&LINKID=684368عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " nindex.php?page=treesubj&link=29677_32025_31022تدور رحى الإسلام على رأس خمس وثلاثين، أو ست وثلاثين، أو سبع وثلاثين، فإن هلكوا، فسبيل من هلك، وإن بقوا، يقم لهم دينهم سبعين سنة".
* قوله: "تدور رحى الإسلام" أي: أمر الإسلام يستقر وسطهم على ما ينبغي هذه المدة، فدوران الرحى مستعار لقيام الإسلام للمسلمين على أحسن انتظام; فإن الرحى توجد على نعت الكمال مادامت دائرة مستمرة، ولعله صلى الله عليه وسلم قال هذا القول، وقد بقيت من عمره السنون الزائدة على الثلاثين باختلاف الروايات، فإذا ضمت إلى مدة الخلافة التي هي ثلاثون سنة، كانت بالغة هذا المبلغ، ويحتمل أن يعتبر من ابتداء ظهور الوحي، فيتم عدد خمس وثلاثين بانقضاء خلافة عمر; فقد ظهر بعده ما ظهر، ويحتمل أن يعتبر من الهجرة; فإنها مبدأ ظهور الإسلام، وهو المشهور في التاريخ، فكان في خمس وثلاثين مقتل عثمان، وفي ست وثلاثين وقعة الجمل، وفي سبع وثلاثين وقعة صفين.
* "فسبيل من هلك" أي: فسبيلهم سبيل من هلك قبلهم من القرون السالفة.
* "يقوى لهم": من القوة، هكذا في نسختنا، وفي بعض النسخ: "يقم": من القيام; كما في رواية nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود; أي: إن بقوا، وقد قام لهم دينهم، فلا يقوم لهم الدين على الانتظام الحسن إلا إلى سبعين عاما من الهجرة، أو من ابتداء [ ص: 292 ] الإسلام، أو من وقت الكلام، كما سبق، ولعل ذلك لكثرة الصحابة في هذه المدة، وقلتهم فيما بعد، والله تعالى أعلم.