. أحدها : من متعلقها ، كقول الشاعر المتقدم ، متعلقه التبتل ، وثانيها : من بعض أنواعها كالآية ، لأن الموتة الأولى أحد أنواع الموت ، وثالثها : أن يستثنى بجملتها لا بترك شيء منها ، كأنت طالق واحدة إلا واحدة ، والثمانية الباقية لا ينطق بها ، ويقع الاستثناء منها ، أحدها : الأسباب ، نحو لا عقوبة إلا بجناية ، والثاني : الشروط ، نحو لا صلاة إلا بطهور ، والثالث : الموانع ، نحو لا تسقط الصلاة عن المرأة إلا بالحيض ، والرابع : المحال ، نحو أكرم رجلا إلا زيدا وعمروا وبكرا ، فإن كل شخص هو محل الأعمية ، والخامس : الأحوال ، نحو . قوله تعالى . " لتأتنني به إلا أن يحاط بكم " أي لتأتنني به في جميع الأحوال إلا في حالة الإحاطة بكم ، فإني أعذركم . والسادس : الأزمان ، نحو صل إلا عند الزوال ، والسابع : الأمكنة ، نحو صل إلا عند المزبلة ونحوها ، والثامن : مطلق الوجود ، مع قطع النظر عن الخصوصيات ، نحو . قوله تعالى . " إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم " أي لا حقيقة للأصنام . ألبتة ، إلا أنها لفظ مجرد ، فاستثنى اللفظ من مطلق الوجود على سبيل المبالغة في النفي ، أي لم يثبت لها وجود . ألبتة إلا عند وجود اللفظ ، ولا شيء وراءه . فهذه الثمانية لم . يذكر فيها الاستثناء ، وإنما يعلم بما يذكر بعد الاستثناء فرد منها ، فيستدل بذلك الفرد على جنسه وهو الكائن بعد الاستثناء . وحينئذ [ ص: 396 ] ينبغي أن يعلم أن الاستثناء في هذه الأمور التي لم تذكر كلها استثناء متصل ، لأنه من الجنس ، وحكم بالنقيض بعد إلا . فهذان القيدان وافيان بحقيقة المتصل . ا هـ . والاستثناء من الصفة ثلاثة أقسام