اللفظ الثالث : سائر
إن كانت من سور المدينة وهو المحيط بها كما جزم به ، وقد عدها القاضيان : الجوهري أبو بكر في " مختصر التقريب " وعبد الوهاب في " الإفادة " كما نقله الأصفهاني في " شرح المحصول " . قلت : والذي رأيته فيها حكاية ذلك ، ثم تغليطه بأنها من " أسأر " أي أبقى ، فإن كانت مأخوذة من " السؤر " بالهمزة وهو البقية ، فلا تعم ، وذلك هو المشهور . وحكى الأزهري فيه الاتفاق ، وغلطوا ، وليس كذلك ، [ ص: 97 ] فقد ذكره الجوهري في " شرح السيرافي " سيبويه وأبو منصور الجواليقي في " شرح أدب الكاتب " ، وغيرهم ، وأوردوا فيه شواهد كثيرة ، فيكون فيها اللغتان . وقد منع وابن بري ابن ولاد والفارسي من النحاة كونه من السؤر ، لأن البقية تقال لما فضل من الشيء سواء قل أو كثر ، والسؤر لا يقال [ إلا ] للتقليل الفاضل ، وسائر لا يقال إلا للأكثر ، تقول : أخذت من الكتاب ورقة ، وتركت سائره ، ولا تقول : بقيته .
قال : ولا يوجد شاهد يدل على أن سائر بمعنى الباقي ، قل أو كثر ; بل إنما يستعمل في الأكثر . والظاهر أنها للعموم وإن كانت بمعنى الباقي خلافا للقاضي عبد الوهاب والقرافي ، لأن بها شمول ما دلت عليه ، سواء كان بمعنى الجميع والباقي ، تقول : اللهم اغفر لي ولسائر المسلمين ، تريد تعميمهم .