الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      تنبيه

                                                      البعض ونحوه من الجزء والنصف والثلث إذا أضيف لا يقتضي العموم ، وإلا لكان قام بعض الرجال مثل قام كلهم ، كذا قال بعض الأصوليين ، وينبغي تخصيص هذا ببعض المحال وهو إذا لم تدع إلى العموم ضرورة ، كقوله تعالى : { ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض } لأنه يستحيل أن يكون كل واحد أفضل من الآخر . فإن دعت كان للعموم ، وهو حينئذ بالقرينة لا بالإضافة .

                                                      كقوله تعالى : { ثم يوم القيامة [ ص: 149 ] يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا } فإنه عام ، وكذلك قوله تعالى : { فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا } . وقوله تعالى : { فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } فإن " يتساءلون " يدل على أن كل واحد كذلك .

                                                      وقوله تعالى : { اهبطوا بعضكم لبعض عدو } فإن كل واحد عدو الآخر ، ألا ترى أنك لو قلت : كلكم لكل عدو صح ، وكذلك قوله تعالى : { كدعاء بعضكم بعضا } . وينبغي النظر في موضوع اللفظ ، وفائدة هذا فيما يجوز فيه الأمران ، كقوله تعالى : { وجعلنا بعضكم لبعض } .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية