الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ إذا كان سبب الواقعة شرطا فهل يعم الخطاب الوارد على تلك الواقعة ]

                                                      الثالث : حيث قلنا : إن العبرة بعموم اللفظ ، فاستثنى الشيخ عز الدين بن عبد السلام ( رحمه الله ) من ذلك ما إذا كان السبب شرطا ، [ ص: 292 ] كقوله تعالى : { إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا } فالأوابون عام في كل أواب ماضيا كان أو حاضرا أو مستقبلا قال : فيجب في هذا العموم أن يخصص بنا ، والعدة بالغفران لمن تقدم ذكره من المخاطبين في قوله تعالى : ( إن تكونوا ) ولا يعم هذا جميع الخلائق ولا جميع الأمم السالفة في ذلك ، لأن التعاليق اللغوية أسباب ، والجزاء المرتب عليها أسباب تلك التعاليق ، وصلاح المخاطبين لا يكون سببا لصلاح غيرهم من الأمم ، لأن عمل كل واحد تختص فائدته به ، لقوله تعالى : { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى } وإذا لم يكن شرطا فالحق العموم . حكاه الأصفهاني في شرح المحصول عن بعض المتأخرين . ثم قال : وهو تفصيل حسن ، لا بأس به . قلت : وارتضاه ابن دقيق العيد والقرافي .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية